المجلس النروجي: آلاف الأفغان يعبرون يومياً نحو إيران بحثاً عن الأمان
أفاد المجلس النروجي للاجئين، اليوم الأربعاء، أن ما بين 4 و5 آلاف أفغاني يعبرون يومياً الحدود الفاصلة بين أفغانستان وإيران، والممتدة لنحو 900 كيلومتر، بعد سيطرة حركة "طالبان" على بلادهم، ودعا إلى زيادة الدعم المقدَّم إلى إيران لتمكينها من توفير الحاجات الإنسانية.
وقال الأمين العام للمجلس، يان إيغلاند، إن "آلاف النساء والأطفال والرجال المنهكين يعبرون من أفغانستان إلى إيران بشكل يومي، بحثاً عن الأمان".
وأضاف إيغلاند أنه "لا يمكن أن نتوقع من إيران استضافة هذا العدد من الأفغان مع هذا الدعم المحدود من المجتمع الدولي"، وذلك في بيانٍ للمنظمة، على هامش زيارة أمينها العام لإيران هذا الأسبوع.
ووفق المجلس، فإن إيران تُعَدّ من أكثر دول العالم استضافةً للاجئين، خصوصاً الأفغان منهم، إذ يُقَدَّر عددهم - قبل الأحداث الراهنة - بنحو 3,5 ملايين أفغاني.
وشدَّد إيغلاند على ضرورة توفير المساعدات الإنسانية لأفغانستان والدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين "قبل حلول البرد القارس في الشتاء"، وتابع بعد زيارته مخيماً للاجئين الأفغان في محافظة كرمان وسط إيران بالقول: "أعتقد أن العالم لم يفهم بعد حجم الأزمة في كامل المنطقة".
كما أشار الى أن نحو 300 ألف شخص عبروا الى إيران منذ سيطرة حركة "طالبان" على العاصمة كابول في آب/أغسطس الماضي، وذلك بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية، إثر وجود امتدّ 20 عاماً.
وكان وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي قد أبدى، أمس الثلاثاء، خشية بلاده من أن يصل عدد اللاجئين الجدد إلى نحو مليون شخص.
وأضاف في لقاءٍ نظّمته السلطة القضائية مع ممثلي البعثات الدبلوماسية في طهران، أن الأفغان "حين ينهار اقتصادهم ولا يتلقّون أي مساعدة، يتّجهون نحو الحدود مع إيران".
وتابع وزير الداخلية الإيراني: "هم لاجئون نحترمهم ونعزّهم، لكن الأرقام كبيرة جداً. لدينا حالياً 3,5 ملايين لاجئ أفغاني في البلاد يستفيدون من كل المعونات المالية التي تطال الإيرانيين".
وتساءل وحيدي: "لماذا لا يقوم أحد بمساعدة الأفغان بطريقةٍ تتيح لهم البقاء في بلادهم، ولا يضطرون إلى ترك منازلهم والتوجه إلى الحدود؟".
وأفاد بيان المجلس النروجي، الذي يعمل على توفير مساعدات للاجئين الأفغان في إيران، بأن "المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة طلبت نحو 300 مليون دولار لمساعدة ما يصل الى 515 ألف أفغاني يُتوقع أن يلجأوا إلى دول الجوار بحلول نهاية العام 2021".
وأشار المجلس في بيانه إلى أنَّ "32% فقط من هذا الطلب تم توفيره الى الآن"، موضحاً أن "نحو 136 مليوناً من المبلغ الإجمالي مطلوبة لمساعدة الأفغان في إيران".
ويصل إجمالي عدد اللاجئين الأفغان إلى 5 ملايين شخص، يتوزع 90% منهم بين إيران وباكستان، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأواخر آب/أغسطس الماضي، بُعيد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، توقعت الأمم المتحدة أن يخرج ما يصل إلى نصف مليون لاجئ أفغاني إضافي من أفغانستان عام 2021.