السودان: تعثّر المفاوضات من أجل حلّ الأزمة في البلاد
نقلت وكالة "رويترز" عن مصدَرين في حكومة رئيس الوزراء السوداني المقال، عبد الله حمدوك، تعثّرَ المفاوضات من أجل حلّ الأزمة في السودان، بعد رفض الجيش العودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي.
وبحسب الوكالة، شدّد الجيش السوداني الإجراءات الأمنية على حمدوك، ويعمل على تقييد اتصالاته بصورة أكبر.
وأكد الجيش السوداني، قبل يومين، قرب تشكيل حكومة جديدة بعد إطاحته حكومة عبد الله حمدوك، وسط دعوات دولية إلى عودة الحكم المدني في السودان.
وفي وقت سابق، أكّد رئيس المجلس السيادي، عبد الفتاح البرهان، أنّه ستتم تسمية رئيس الحكومة الجديدة وأعضاء مجلس السيادة الجدد "في غضون أسبوع"، موضحاً أنّ رئيس الوزراء المقبل سيكون من التكنوقراط.
وفي السياق، يصل مساء اليوم إلى الخرطوم وفد رفيع المستوى من جامعة الدول العربية، من أجل محاولة حل "الوضع المتأزم" في السودان، كجزء من جهود الوساطة بين العسكريين والمدنيين، بعد قرابة أسبوعين على حلّ الجيش مؤسسات الحكم الانتقالي.
وقال بيان صادر عن الجامعة، اليوم السبت، إن الأمين العام أحمد أبو الغيط "كلّف وفداً رفيع المستوى، برئاسة السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد، المساهمةَ في معالجة الوضع المتأزم في السودان".
وأضاف البيان أن "من المقرر أن يلتقي الوفد القياداتِ السودانيةَ، من مختلف المكوّنات، من أجل دعم الجهود المبذولة لعبور الأزمة السياسية الحالية، في ضوء الاتفاقات الموقَّعة والحاكمة للفترة الانتقالية".
يُذكَر أن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، أعلن في 25 تشرين الأول/أكتوبر حالَ الطوارئ في البلاد، وحلّ مجلس السيادة الذي كان يترأسه، كما حلّ الحكومة برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي تمّ توقيفه فترةً وجيزة، قبل الإفراج عنه، لينتقل إلى منزله، حيث وُضع قيد الإقامة الجبرية. كما أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض الناشطين والسياسيين.
ومنذ إعلان هذه القرارات، تشهد البلاد، وخصوصاً العاصمة الخرطوم، موجة من الاحتجاجات المستمرة، بينما يقوم المتظاهرون بإغلاق الشوارع وإعلان العصيان المدني. في المقابل، واجهت قوات الأمن ذلك، الأمر الذي أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات، بحسب لجنة الأطباء المركزية في السودان.