مقاتلو تيغراي وأورومو يسيطرون على مدينة قرب أديس أبابا
سيطر مقاتلو "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" بالتعاون مع "جيش تحرير أورومو"، أمس الخميس، على مدينة كاميسي الإثيوبية، والتي تقع على بعد 139 ميلاً (223 كيلومتراً) فقط من العاصمة أديس أبابا.
وقالت الناطقة باسم مكتب تيغراي للشؤون الخارجية كنديا جبرييووت، إنّ "القوة المشتركة بين الجبهتين، سيطرت على مدينة كاميسي في منطقة أوروميا الخاصة والتابعة لمنطقة أمهرة الأوسع، وأنها (القوة) تواصل التقدم معاً".
وقالت "جبهة تحرير تيغراي"، إنها شكلت تحالفاً عسكرياً مع "جيش تحرير أورومو" لمواجهة القوات الحكومية الإثيوبية بشكل مشترك في الأيام والأسابيع المقبلة، وأفادت بأنّ القوات ستزحف نحو أديس أبابا.
وحتى الأربعاء، أفادت التقارير بسيطرة القوات المشتركة على مواقع رئيسية تبعد نحو مثل مدينة كومبولتشا التي تبعد عن العاصمة نحو 370 كيلومتراً، ما يعني أنها قطعت أكثر من ثلث المسافة حتى أديس أبابا.
وفي السياق، ذكرت جماعتان في إعلان اطلعت عليه "رويترز" أنّ 9 فصائل مناهضة للحكومة في إثيوبيا ستشكل تحالفاً اليوم الجمعة، مع تصاعد الضغط على رئيس الوزراء أبي أحمد. وأكد جيش تحرير أورومو وحركة "أجاو الديمقراطية" لـ "رويترز" صحة الإعلان.
وهناك عدد من الجماعات لديها مقاتلون مسلحون، لكن ليس من الواضح إن كانت جميعها كذلك.
ورداً على سؤال بشأن التحالف الجديد المناهض للحكومة، أشارت بيلين سيوم المتحدثة باسم آبي أحمد إلى تعليق نشرته على موقع "تويتر" الذي تدافع فيه عن حكم الأخير منذ توليه السلطة في 2018 عقب موجة احتجاجات مناهضة للحكومة. وأعيد انتخاب حزبه في حزيران/يونيو.
وتقول سيوم في المنشور: "أتاح فتح المجال السياسي قبل ثلاثة أعوام فرصة كبيرة للمتنافسين لتسوية خلافاتهم عبر صندوق الانتخابات في حزيران/ يونيو 2021". ولم تشر إلى التحالف بشكل مباشر.
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة المركزية حالة الطوارئ في البلاد، وطالبت سكان العاصمة بحمل السلاح والاستعداد للدفاع عن أحيائهم، فيما سارعت دول ومؤسسات دولية لتحذير مواطنيها وموظفيها من تدهور الوضع الأمني في البلاد ودعتهم إلى سرعة المغادرة.
واشتعل الصراع في البداية بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تحرير تيغراي التي هيمنت على الحياة السياسية في البلاد طيلة عقود، عندما اتهمتها أديس أبابا بمهاجمة مواقع للجيش في الشمال، العام الماضي، وشنت حملة عسكرية موسعة بدعم من الجيش الإريتري.
وأدت الحملة إلى انتقادات دولية على خلفية الانتهاكات، حيث تشير التقديرات إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين والتسبب في أزمة إنسانية واسعة النطاق، خاصة مع تعطيل وصول المساعدات الدولية.
وسرعان ما أعلنت أديس أبابا انتصارها في الحرب بعد دخول عاصمة إقليم تيغراي، ميكيلي، بعد أسابيع من الحملة، التي شهدت قيوداً مثل فصل خدمات الإنترنت ومنع وصول الصحفيين. وبعد أشهر من الهدوء النسبي انقلبت الأمور في المنطقة الشمالية من البلاد هذا الصيف.
وشنت الجبهة هجوماً عكسياً تمكنت من خلاله من استعادة ميكلي ومواقع أخرى حيوية، قبل أن توسع نطاق هجومها ليطول أماكن أخرى خارج الإقليم وتعقد تحالفات عسكرية تستهدف الحكومة المركزية.