ماكرون: أعلم أن رئيس الوزراء الأسترالي كذب في قضية الغواصات
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، إنه "يعلم" أن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون كذب عليه بشأن المفاوضات السرية بين أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة حول اتفاقية دفاعية أدت إلى نسف صفقة لبيع كانبيرا غواصات فرنسية، وذلك في إشارة إلى إلغاء أستراليا اتفاقية تسليح موقعة مع فرنسا في العام 2015، بقيمة 66 مليار دولار، لشراء 12 غواصة فرنسية تعمل بالديزل والكهرباء، وقررت بدلاً من ذلك شراء أخرى أميركية تعمل بالوقود النووي، في إطار اتفاق ثلاثي بين واشنطن ولندن وكانبيرا، وهو ما أثار غضب باريس بشدة.
في المقابل، اعتبرت أستراليا أن باريس يفترض بأنها كانت على علم بـ"المخاوف الجديّة والعميقة" التي راودت كانبيرا حيال الغواصات الفرنسية قبل إلغاء الاتفاقية.
وعلى هامش اجتماع مجموعة العشرين في روما، سأل صحافي أسترالي ماكرون: "هل تعتقدون أن سكوت موريسون كذب عليكم؟"، فردّ الرئيس الفرنسي: "لا أعتقد. أنا أعلم" ذلك.
وقال الرئيس الفرنسي: "أوضحنا ما ينبغي توضيحه" بشأن هذا التحالف في المحيطين الهادئ والهندي الذي كلّف فرنسا عقداً ضخماً لبيع أستراليا غوّاصات متطورة"، وأضاف: "ينبغي الآن التطلّع إلى المستقبل"... وهناك قرارات مشتركة "ملموسة جداً تدعم التحرّكات والمبادرات المشتركة" حول المناخ والدفاع والابتكار.
وفي ما يتعلق بإمكان إعادة الثقة برئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، قال ماكرون: "نحن نتحدث. سنرى ماذا سيفعل".
وأضاف: "أكنّ الكثير من الاحترام لبلدكم، والكثير من الاحترام والصداقة لشعبكم"، لكن "عندما نكنّ الاحترام، يجب أن يكون ذلك من الجهتين، وأن يكون أسلوب التصرف وفقاً لهذه القيم".
وأجرى ماكرون الخميس محادثة هاتفية مع موريسون هي الأولى منذ الأزمة التي اندلعت منتصف أيلول/سبتمبر إثر إعلان الشراكة الجديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، بحسب قصر الإليزيه.
وأكّد الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي قال: "يعود الآن إلى الحكومة الأسترالية اقتراح خطوات عملية تجسّد رغبة السلطات الأسترالية العليا في إعادة تحديد أسس علاقتنا الثنائية ومواصلة عمل مشترك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
من جهته، أقرّ الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"الذنب" الجمعة، معترفاً بتصرف الولايات المتحدة "بشكل أخرق" في قضية الغواصات.
ولم يألُ بايدن جهداً حيال ماكرون الذي استقبله في فيلا بونابرت، مقرّ السفارة الفرنسية في الفاتيكان، مع مصافحات متكررة وبسمات عريضة وتشديد على "مودّته الكبيرة" لفرنسا؛ "أقدم حليف للولايات المتحدة".
وقال بايدن: "ما قمنا به لم يكن ملائماً، ولم يكن على قدر كبير من اللياقة"، في أوضح إقرار أميركي بالندم بشأن إعلان شراكة دفاعيّة مع أستراليا والمملكة المتحدة فاجأ فرنسا.
احترام قواعد الصيد واتفاق بريكست.. ماكرون يهدد بإجراءات ضد بريطانيا
كذلك، هدّد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، باتخاذ خطوات ضدّ بريطانيا إذا استمرت بـ"عدم احترامها" اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وقال ماكرون، الأحد، إن بلاده "لا ترغب في التصعيد، ولكن إذا استمرت المملكة المتحدة في عدم احترامها لاتفاق بريكست، فسنتخذ إجراءات من طرفنا".
كذلك، كشف مستشار للرئيس الفرنسي أن ماكرون طالب بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، باحترام قواعد الصيد الدولية. وجاءت تصريحات المسؤول الفرنسي للصحافيين، عقب لقاء خاص وجهاً لوجه بين الزعيمين، على هامش قمة مجموعة العشرين في روما، بحسب "رويترز".
وبعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن اتفاق مع الجانب البريطاني، للعمل على "إجراءات عملية وعملياتية" لحل الخلاف بشأن حقوق الصيد ما بعد بريكست، الحكومة البريطانية نفت اليوم عقد أي اتفاق.
وتتصاعد أزمة الصيد البحري بين باريس ولندن، والأخيرة تؤكّد أنها قد تلجأ إلى آلية تسوية النزاعات مع الاتحاد الأوروبي المدرجة في اتفاق بريكست للمرة الأولى.
وتشعر فرنسا بالامتعاض لعدم إصدار بريطانيا وجزر القنال التي تشمل جيرزي وغيرنزى تراخيص للقوارب الفرنسية للصيد في مياهها بعد بريكست. ويحتكم انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي إلى ما أطلق عليه "اتفاق التجارة والتعاون" الذي تتبادل لندن وباريس الاتهامات بانتهاكه.
في المقابل، أعلنت بريطانيا أن بلادها تعتزم تنفيذ عمليات تفتيش دقيقة تتناول أنشطة الصيد البحري للاتحاد الأوروبي في المياه الإقليمية للمملكة المتحدة.
وغضبت باريس من رفض لندن منح الصيادين الفرنسيين العدد الكامل من تراخيص الصيد في المياه البريطانية، الذي تقول فرنسا إنه مكفول لها، مهدّدة بإجراءات عقابية ضد بريطانيا.