ماكرون يهدّد بخطوات ضدّ لندن إذا استمرت في "عدم احترامها" لـ"بريكست"
هدّد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، باتخاذ خطوات ضدّ بريطانيا إذا استمرت في "عدم احترامها" لاتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وقال ماكرون، اليوم الأحد، إن بلاده "لا ترغب بالتصعيد، ولكن إذا استمرت المملكة المتحدة في عدم احترامها لاتفاق بريكست، فسنتخذ إجراءات من طرفنا".
واعتبر الرئيس الفرنسي أن "ما قامت به المملكة المتحدة في إطار اتفاق "أوكوس" لم يكن تصرفاً يقوم به الحلفاء"، في إشارة إلى إلغاء أستراليا اتفاقية تسليح موقعة مع فرنسا، عام 2015، بقيمة 66 مليار دولار، لشراء 12 غواصة فرنسية تعمل بالديزل والكهرباء، وقررت بدلاً من ذلك شراء أخرى أميركية تعمل بالوقود النووي، في إطار اتفاق ثلاثي بين واشنطن ولندن وكانبيرا، وهو ما أثار غضب باريس بشدة.
وأضاف ماكرون أن "الكرة في ملعب البريطانيين الآن، وإذا لم تغيّر (لندن) سياستها فسنطبّق الإجراءات التي اتخذناها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل".
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، كشف مستشار للرئيس الفرنسي أن ماكرون طالب بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، باحترام قواعد الصيد الدولية. جاءت تصريحات المسؤول الفرنسي للصحافيين، عقب لقاء خاص وجهاً لوجه بين الزعيمين، على هامش قمة مجموعة العشرين في روما، بحسب "رويترز".
وبعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن اتفاق مع الجانب البريطاني، للعمل على "إجراءات عملية وعملياتية" لحل الخلاف بشأن حقوق الصيد ما بعد بريكست، الحكومة البريطانية نفت اليوم عقد أي اتفاق.
وتتصاعد أزمة الصيد البحري بين باريس ولندن، والأخيرة تؤكّد أنها قد تلجأ إلى آلية تسوية النزاعات مع الاتحاد الأوروبي المدرجة في اتفاق بريكست للمرة الأولى.
وتشعر فرنسا بالامتعاض لعدم إصدار بريطانيا وجزر القنال التي تشمل جيرزي وغيرنزى تراخيص للقوارب الفرنسية للصيد في مياهها بعد بريكست. ويحتكم انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي إلى ما أطلق عليه "اتفاق التجارة والتعاون" الذي تتبادل لندن وباريس الاتهامات بانتهاكه.
ويسمح الاتفاق لبريطانيا أو الاتحاد الأوروبي بإطلاق عملية تسوية النزاعات، والتي لم يتم اختبارها بعد منذ دخل بريكست حيّز التنفيذ بشكل كامل مطلع العام.
وحذّرت فرنسا من أنه ما لم تتم الموافقة على التراخيص، فستمنع من جانبها القوارب البريطانية من إفراغ حمولتها في الموانئ الفرنسية اعتباراً من الأسبوع المقبل، وستفرض عمليات تفتيش على جميع البضائع الآتية من المملكة المتحدة.
في المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية إنّ بلاده تعتزم تنفيذ عمليات تفتيش دقيقة تتناول أنشطة الصيد البحري للاتحاد الأوروبي في المياه الإقليمية للمملكة المتحدة.
وكانت فرنسا قد احتجزت يوم الخميس الماضي سفينة صيد بريطانية دخلت مياهها الإقليمية من دون ترخيص للصيد، وأصدرت تحذيراً شفهياً لسفينة ثانية في ظل خلاف مرير بين البلدين بشأن حق دخول مناطق الصيد، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وغضبت باريس من رفض لندن منح الصيادين الفرنسيين العدد الكامل من تراخيص الصيد في المياه البريطانية، الذي تقول فرنسا إنه مكفول لها، مهدّدة بإجراءات عقابية ضد بريطانيا.