بكين ترد على واشنطن: تايوان "لا تملك الحق" في المشاركة في الأمم المتحدة
أكدت بكين، اليوم الأربعاء، أن تايوان "لا تملك الحق" في الانضمام إلى الأمم المتحدة بعدما أجّجت الولايات المتحدة التوترات بدعوة الجزيرة الديمقراطية إلى مشاركة أكبر في المنظمة الدولية.
وفي بيان لمناسبة مرور 50 عاماً على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تقديم مقعد لبكين وإخراج تايبيه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، إنه "يأسف لاستبعاد تايوان بشكل متزايد عن الساحة العالمية".
وقال بلينكن إنه "نظراً إلى أن المجتمع الدولي يواجه عدداً غير مسبوق من القضايا المعقدة والعالمية، من المهم في مكان ما أن يساعد جميع المعنيين في معالجة هذه المشكلات. ويشمل ذلك 24 مليون شخص يعيشون في تايوان".
وأضاف أن "مشاركة تايوان الهادفة في نظام الأمم المتحدة ليست قضية سياسية بل براغماتية".
وتابع "لهذا السبب، نشجّع كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الانضمام إلينا في دعم مشاركة قوية وهادفة لتايوان في نظام الأمم المتحدة برمته وفي المجتمع الدولي".
وردّت بكين على بيان بلينكن مؤكدةً موقفها أن حكومة تايوان ليس لها مكان على الساحة الدبلوماسية العالمية.
وقال الناطق باسم مكتب شؤون تايوان في بكين، ما شياوغوانغ، إن "الأمم المتحدة منظمة حكومية دولية تتألف من دول تتمتع بسيادة"، مشدداً على أن "تايوان جزء من الصين".
ولطالما دعت الولايات المتحدة إلى انخراط تايوان في أنشطة الأمم المتحدة. لكنّ البيان الأخير يضاف إلى تصعيد الخطاب الدبلوماسي والمواقف العسكرية بشأن تايوان.
ورداً على سؤال، الأسبوع الماضي، بشأن احتمال حصول تدخل عسكري أميركي للدفاع عن تايوان في حال تعرضها لهجوم من الصين، ردّ الرئيس الأميركي جو بايدن إيجاباً قائلاً: "نعم لدينا التزام في هذا الصدد".
وسرعان ما تراجع البيت الأبيض عن هذه التعليقات بعد تحذيرات من الصين، استمراراً لسياسة الولايات المتحدة المعتمدة منذ فترة طويلة، والمسماة "استراتيجية الغموض"، التي تساعد واشنطن بموجبها تايوان في بناء دفاعاتها وتعزيزها من دون التعهد صراحة بتقديم مساعدتها في حال حدوث هجوم.
وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه في 1979 للاعتراف ببكين ممثلاً رسمياً ووحيداً للصين. لكنّ واشنطن لا تزال أقوى حليف لتايوان ومزوّدها الأول بالأسلحة، لا بل إنّ الإدارة الأميركية ملزمة من الكونغرس ببيع الجزيرة أسلحة لتمكينها من الدفاع عن نفسها.
وأكد بلينكن، الثلاثاء، مجدداً أن الولايات المتحدة ما زالت تعترف ببكين فقط، لكنه شدّد على المؤهلات الديمقراطية للجزيرة التي يسكنها 23 مليون نسمة.
وقال بلينكن "تايوان شريك أساسي للولايات المتحدة، وتمثّل نجاحاً ديمقراطياً. نحن من بين العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تعتبر تايوان شريكاً أساسياً وصديقاً موثوقاً".
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى استبعاد تايوان من الاجتماعات المرتبطة بمنظمة الطيران المدني الدولي ومنظمة الصحة العالمية.
ولفت إلى أنه تمت الإشادة بتايوان لاستجابتها "العالمية" لوباء كوفيد-19 الذي نجت الجزيرة نسبياً من تبعاته، بعد اتخاذها إجراءات مبكرة، وإلى أن عشرات الملايين من الركاب يمرّون عبر المطارات التايوانية كل عام.
ورحّبت رئيسة تايوان تساي إنغ-وين بتصريحات بلينكن. وكتبت على تويتر: "نحن ممتنون لدعم الولايات المتحدة لتوسيع المشاركة الدولية لتايوان".
وأضافت "نحن على استعداد للعمل مع جميع الشركاء ذوي التفكير المماثل للإسهام بخبرتنا في المنظمات والآليات والأحداث الدولية".
هذا وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الأربعاء، في تقرير لها، أنّ "القادة العسكريين والاستراتيجيين الأميركيين قلقون بشدة من قدرة القوات العسكرية لتايوان على الصمود أمام أي هجوم قد تشنّه بكين، التي يبلغ تعدادها نحو 80،000 عنصر، إضافة إلى 2.2 مليون احتياط تقريباً".
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أنّ الأوضاع الداخلية لقوات تايوان لا تبعث على الارتياح، فهي "تعاني من التصدّع نتيجة أوضاعها الداخلية التي أرست فيها شعور الاطمئنان ورفاهية الحياة، وسوء إجراءات الإعداد وتدني المعنويات، وتتآكل اليوم أمام قدرتها على ردع الصين".