الاحتلال الإسرائيلي يُلاحق المقدسيّين فوق الأرض.. وتحتها
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين، بمقطع مصوَّر لسيدة مقدسية وهي تحتضن قبر ابنها في المقبرة اليوسفية، قرب باب الأسباط شرقيّ البلدة القديمة في القدس المحتلة، بالتزامن مع قيام الاحتلال الإسرائيلي بأعمال حفريات وتجريف للقبور هناك من أجل إقامة مشاريع تهويدية.
وأظهرت المشاهد المصوَّرة أم علاء نبابتة وهي تُلقي بنفسها على قبر ولدها، رافضةً الانصياع لطلبات جنود الاحتلال. وواصلت احتضان القبر لدى محاولة جرافات الاحتلال إهالة التراب عليه في إطار عمليات حَفْر تخريبية تُجريها في المكان.
يُشار إلى أن الشابّ المقدسي علاء نبابتة تُوُفِّي قبل 4 سنوات، وهو في سن الثلاثين من عمره، نتيجة سكتة قلبية حادة جرّاء حزنه الشديد على استشهاد أخيه بهاء نبابتة.
وتتعرّض المقبرة اليوسفية لهجمة إسرائيلية ممنهَجة ومستمرة، وعمليات حفر وتجريف، وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط، وذلك تمهيداً لإقامة "حديقة توراتية". وتُعَدّ المقبرة إحدى أشهر المقابر الإسلامية في المدينة المقدّسة المحتلة.
وأكدت أم علاء للميادين نت أن جنود الاحتلال منعوها من زيارة قبر ابنها، وقالت "حالي كحال أيّ مقدسية تذهب لزيارة أحبائها في المقبرة اليوسفية، لكن جنود الاحتلال الإسرائيلي حضروا إلي حيث أُوجَد بصورة يومية عند قبر ابني من أجل حمايته من عمليات التجريف التي بدأت مطلع الشهر الجاري".
وأضافت أم علاء أنها وصلت إلى قبر ابنها بصعوبة، وتمّ دفعها من جانب إحدى مجنَّدات الاحتلال، لكنّها أصرّت على البقاء. وقالت "آلمني جداً مشهد جرف التراب والحجارة وسط القبر. لقد رميت بنفسي أمام الجرافة الإسرائيلية من أجل أن أمنعها من تحطيم الضريح. لكن الاحتلال لم يرتدع على الرغم من المناشدات، بل أكمل تنفيذ مخططاته".
وقالت الأُم المقدسية المكلومة للميادين نت إن قوات الاحتلال منعتها من زيارة قبر ابنها، وجرفت نصف القبر، واصفة أن "الله فقط يعلم بحجم الوجع داخلي".
ووجَّهت الأُم رسالة إلى العالم، وقالت إن أهل القدس يدفعون ضريبة احتلال فلسطين، قائلة "حتى الفلسطيني عندما يموت يتم تجريف قبره"، مطالبةً أحرار العالم بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين.
وأشارت إلى أنها فقدت 3 من أبنائها، وحاولت قوات الاحتلال تجريف قبورهم، كما حدث مع ضريح ابنها علاء، لافتة إلى أن معاناتها بسبب جرف قبر ولدها علاء كانت أكبر وأصعب.
وقالت: "هذا الاحتلال لا يريد أن يرى مقدسياً، لا تحت الأرض، ولا حتى فوقها"، مضيفة أن ابنها علاء عانى كثيراً جرّاء الاحتلال الإسرائيلي، واعتُقل عدة مرات.
واستأنفت بلدية الاحتلال في القدس وما يُسمى "سلطة الطبيعة الإسرائيلية"، اليوم، عمليات التجريف وتغيير المعالم في المقبرة الإسلامية اليوسفية في القدس المحتلة، المتاخمة للسور الشرقي للبلدة القديمة إلى جانب باب الأسباط المؤدّي الى المسجد الأقصى المبارك.
وتأتي هذه الخطوة بعد رفض محكمة الصُّلح الإسرائيلية، الأسبوعَ الماضي، طلبَ لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس استصدار أمر يُوقف أعمال الحفر في قبور الموتى في أرض أضرحة الشهداء المجاورة للمقبرة اليوسفية، علماً بأن اللجنة تمكّنت، في وقت سابق، من استصدار أمر يمنع الانتهاكات التي حدثت في المقبرة في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.