تحركات في لبنان تضامناً مع الأسرى في السجون الإسرائيلية
في مخيم شاتيلا، نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، اعتصاماً جماهيرياً حاشداً في ساحة قاعة الشعب حضره ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وفصائل الثورة الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية، وقوى فلسطينية مختلفة، ومشايخ ورجال دين من جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية.
بدأ الاعتصام بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، فقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية والأمتين العربية والإسلامية، ثم كانت كلمة لرئيس تيار الفكر الشعبي ألقاها فوّاز فرحات، وجّه فيها التحية إلى القدس، وأسراها الذين امتزجت دماؤهم بكل شبر من أرض فلسطين.
وحيّا فرحات الأسرى، واصفاً فلسطين بالقمة الشامخة التي لن يصلها الاحتلال، ووجه رسالة إلى الأمتين العربية والإسلامية، منبّهاً من مخططات التهويد التي تتعرض لها القدس.
ثم كانت كلمة لأمين عام مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا - رئيس الشبكة العالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني- فاعتبر أن وقفة اليوم هي للتضامن مع المعتقلين الستة، ومع الأسرى، والأمهات، والأخوات، والأطفال الذين يقبعون في سجون الإحتلال دونما وجه حق.
ورأى صفا أن بوابات الإحتلال ستُهزم وان الإحتلال إلى زوال، لأن إرادة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني لم تهن ولن تضعف مع وجه آلة القتل الصهيونية.
وكانت كلمة لعضو الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة ناصر حيدر، وجّه فيها التحية إلى صمود الأسرى والمعتقلين الذين بأمعائهم الخالية كسروا جبروت العدو الصهيوني وبملاعقهم حفروا نفق العزة والكرامة العربية.
وناشد حيدر جمعيات حقوق الإنسان لتحُّمل مسؤولياتها تجاه هذه القضية العادلة والمحقة، "إذ لا يجوز أن تبقى تجاوزات الصهاينة دون حسيب ولا رقيب"، وفق تعبيره.
ثم كانت كلمة لأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في بيروت العميد سمير أبو عفش، اعتبر فيها أن وقفة اليوم جاءت لتقول للعدو الصهيوني أن الأسرى الفلسطينيين هم الأساس في وجدان الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن "لا قيام للدولة الفلسطينية المستقلة دون حلول لقضية الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الصهيوني".
وانتقد أبو عفش الإجراء الذي أتخذه الاحتلال الإسرائيلي في حق عدد من المنظمات الإنسانية الفلسطينية.
وقام وفد من لجان العمل في المخيمات بالمشاركة في إطلاق الحملة الإعلامية التي أطلقتها هيئة التنسيق اللبنانية الفلسطينية للأسرى لدعم الأسرى في سجون الاحتلال بحضور عدد من الفصائل، ووسائل الإعلام، والأسرى المحررين.
وقد تكلم فيها الشيخ المحرر مصطفى الديراني، والمطران عطاالله حنا، وأمين سر الهيئة، وأكد الجميع أن الاسرى سيخرجون باذن الله عن طريق المقاومة .
وتشكل الوفد من أبو محمد منذر مسؤول الأنشطة في اللجان، وأبوعمر مسؤول منطقة بيروت.
وفي المنية شمال لبنان، نظمت حركة "فتح" في الشمال اعتصاماً تضامنياً مع قضية الأسرى أمام النصب التذكاري لعميد الأسرى العرب المناضل يحيى سكاف، عند مدخل مدينة المنية، في حضور ممثلي الأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية، حيث رفع المشاركون العلمين اللبناني والفلسطيني ورايات حركة "فتح".
ألقى جمال سكاف شقيق الأسير سكاف كلمة رحب فيها بالحضور في "ربوع مدينة المنية التي كانت وستبقى مع فلسطين حتى تحريرها من البحر إلى النهر"، مؤكداً "ضرورة التمسك بالمقاومة كخيار وحيد لتحرير الأسرى، لأن العدو الصهيوني لا يفهم إلا بلغة المقاومة والكفاح المسلح"، وطالب الدولة اللبنانية "بوضع قضية الأسير يحيى سكاف في سلم أولوياتها كما يفعل العدو الصهيوني بخصوص الطيار رون أراد".
وألقى عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية -القيادة العامة أبو عدنان عودة كلمة تحالف الفصائل الفلسطينية، فحيا فيها "جنرالات الصبر الأسرى الأبطال القابعين في سجون العدو، وعلى رأسهم إبن مدينة المنية الحبيبة المناضل الكبير يحيى سكاف"، معتبراً أن "قضية الأسرى ستبقى أولوية لدى قوى المقاومة حتى تحريرهم"، مؤكداً أن "فصائل المقاومة في فلسطين لن تتخلى عن أي حق من حقوق شعبنا".
وقال رئيس بلدية ببنين المجاورة كفاح الكسار: "ليس غريباً أن نلتقي في مدينة المنية لنتضامن مع الشعب الفلسطيني والأسرى في سجون العدو، لأن المنية كانت سباقة في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته، حيث قدمت عدداً من شبابها في سبيل الدفاع عن فلسطين وفي مقدمتهم الأسير يحيى سكاف".
وختاماً، ألقى كلمة "فتح" مسؤولها في الشمال مصطفى أبو حرب، دعا فيها إلى "تصعيد التحركات الداعمة لقضية الأسرى لأنهم أسروا خلال الدفاع عن الأرض والمقدسات"، وقال: "إن حركة فتح ستبقى وفية للأسرى وستتابع قضيتهم في المحافل"، مشدداً على "دعم نضال الشعب الفلسطيني الذي يقدم يومياً الشهداء والجرحى، ويواجه الاحتلال بعزيمة قل نظيرها".