"يبدو أن السلطات حكمت عليه بالإعدام البطيء".. دعوات لإطلاق سراح جورج عبد الله
"يبدو أن السلطات حكمت عليه بالإعدام البطيء".
هذه الجملة التي استهلت بها جريدة "لومانيتيه" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفرنسي تغطيتها للذكرى الـ37 لاعتقال المناضل جورج إبراهيم عبد الله، ربما تلخص حقيقة استمرار السلطات الفرنسية في حجز حرية المناضل اللبناني. حقيقة مرة تتردد عل ألسنة الإعلاميين والحقوقيين والناشطين الذين يواصلون المطالبة بتحرير المعتقل من دون أي مسوغات قانونية.
في سجنه، حاول الحشد المكون من أكثر من ألف ناشط وناشطة إيصال صوتهم إل داخل زنزانة عبد الله، وهم يعرفون أنه يسمعهم كما قال بعض الذين تجمعوا أمام جدار سجن لانميزان قرب باريس.
شباب فرنسيون من أحزاب يسارية وناشطون عرب يعيشون في باريس، يكررون زيارتهم السنوية للسجن من دون كلل لأنهم بحسب أحد المنظمين لا يريدون لقضية عبد الله أن تُنسى و أن يرتاح السجان.
التظاهرة التي جاءت تعبيراً عن إصرار رفاق جورج عبد الله على مطلبهم الوحيد بتحريره واستعادة حياته بالرغم من المظلومية التاريخية التي لحقت، لم تكن معزولة. ففي غير مكان من فرنسا كانت حملة تحرير جروج عبدالله تقيم فعاليات وحراكات في مدن ليون وتولوز، ونظمت حركة الشباب التونسي في لايبزغ تجمعاً دعماً للمناضل المعتقل رفعت فيه لافتات مناهضة للإمبرياليّة والاستعمار وانتصاًرا لمبدأ المقاومة من أجل التّحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي، ضّد أوهام التّسوية والإستسلام.
وفي خطوة مثيرة للاهتمام، وقع 400 سياسي ومثقف وأكاديمي وفنان وفيلسوف من أربع جهات الأرض بياناً مشتركاً نشره موقع" ميديابار" الفرنسي طالب ببذل المزيد من المساعي لإنهاء اعتقال جورج إبراهيم عبد الله، محملاً السلطات الفرنسية مسؤولية حجز حريته.
يُذكَر أنه في الذكرى الـ36 لاعتقال المناضل جورج عبد الله، في تشرين الأول/أكتوبر 2020، نُظمت وقفات تضامنية في لبنان وتونس وفرنسا وإيطاليا وتركيا.
وجورج إبراهيم عبد الله، أقدم السجناء في فرنسا، مسجون منذ 37 عاماً بتهمة التواطؤ في اغتيال الدبلوماسيَّين، الأميركي تشارلز راي بباريس، والإسرائيلي ياكوف بارسيمنتوف، في ستراسبورغ بين عامَي 1981 و1984، وموجود حالياً في سجن لانيمزان في مقاطعة أعالي البيرينيه.
تمّ اعتقاله من جانب السلطات الفرنسية في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1984، بعد أن لاحقته مجموعة من الموساد في مدينة ليون الفرنسية. وحكمت عليه فرنسا بالسَّجن المؤبَّد بتهم المشاركة في أعمالٍ "إرهابية".
في 1 اَذار/مارس 1987، أعادت السلطات الفرنسية محاكمته بتهمة التواطؤ في أعمال "إرهابية"، وبالمشاركة في الاغتيال، وأصدرت بحقّه حكماً بالسَّجن المؤبَّد.
ومنذ عام 2003، يُعرقَل الإفراج عنه بضغوط أميركية - إسرائيلية.
وُلِد جورج عبد الله في بلدة القبيات - عكار شمالي لبنان، بتاريخ 3 آذار/مارس 1951. وتابع دراسته في دار المعلمين في الأشرفية، وتخرّج في عام 1970.
ناضل في صفوف الحركة الوطنية، ثم التحق بالمقاومة الفلسطينية، دفاعاً عن الشعبين اللبناني والفلسطيني.
جُرح في أثناء الاجتياح الإسرائيلي قسماً من الجنوب اللبناني في عام 1978.