الربيعي للميادين نت: سنطالب بإلغاء النتائج وإعادة الانتخابات العراقية
عند بوابة المنطقة الخضراء، يتواصل اعتصام آلاف العراقيين للتنديد بما يعتبرونه تزويراً لنتائج الانتخابات النيابية، التي جرت في 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
جماهير "تحالف الفتح" حاضرة بقوة في العاصمة وغيرها من المدن، فالتحالف يعتبر نفسه المستهدَفَ الرئيسي من خلال النتائج المعلَنة، بحسب القيّمين عليه. فكيف سيتعاطى "التحالف" إذا لم تتجاوب المفوضية مع مطالبه؟
سؤال طرحه "الميادين نت" على المتحدث السياسي باسم "كتلة صادقون"، والقيادي في "تحالف الفتح"، محمود الربيعي، الذي عاد بنا قليلاً إلى الوراء، فذكر أنّ "التحالف" نبّه المفوضية العليا للانتخابات ورئاسة الجمهورية لوجود ثُغَر كبيرة في آلية الاقتراع، وعدت المفوضية بالعمل على وضع معالجات لسدّها. لكنّ ما جرى يوم الاقتراع، وما رافقه من أحداث مُريبة في الساعة الأخيرة من هذا اليوم، وما تلاهما من إرباك وتخبُّط واضحَين في عمل المفوضية العليا، كشفت وجود تلاعب كبير بالنتائج، أدّى إلى ظهور نتائج غير منطقية، ولا تتلاءم مع أصوات الناخبين، بحسب ما يؤكد الربيعي.
بالنسبة إلى الربيعي، فإنّ من سمّاه "الثالوثَ المشؤوم، والذي لا يريد للعراق استقراراً ولا أماناً، والمتمثّل بالولايات المتحدة وبريطانيا وصنيعتهما إسرائيل، عمل، عبر أموال ومجموعات إماراتية أو مرتبطة بهذه الدول، على إبعاد القوى التي رفضت الهيمنة والاستكبار، ووقفت سداً منيعاً في وجه مشاريع التطبيع والاحتلال والتقسيم، ومحاولات كسر ظهر العراق عبر تفكيك الحشد الشعبي وإضعافه".
وأضاف "للميادين نت" أنّ هذا "التلاعب الخطير بأصوات الناخبين، والذي استهدف عبر معادلات محدَّدة أسماء مرشحين وجهات من أجل حجبها عن الوصول إلى البرلمان لمنعها من المشاركة في القرار الوطني العراقي، دفع الجماهير العراقية إلى الخروج في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات، للتعبير عن رفض النتائج. وفي هذا السياق، جاء تحرك قوى الإطار التنسيقي، التي عملت على توحيد موقفها الرافض للنتائج، والمنسجم مع مطالب أبناء الشعب العراقي، والمتمثلة بكشف عمليات التزوير وتعديل مسار النتائج"
وتابع "أمّا في حال عدم وجود استجابة حقيقية، فإنّ مطالب قوى الإطار وعدد من القوى الكردية والسنية، يمكن أن تذهب إلى المطالبة بإلغاء النتائج وإعادة الانتخابات إذا كان هذا هو السبيل الوحيد إلى إعادة الحق إلى أهله، وإبعاد الأيادي المتلاعبة بالنتائج الحالية المرفوضة".
وشدّد الربيعي على أنّ الإطار التنسيقي الآن "يمثّل الثقل الأكبر في العملية السياسية، وقدرته على توحيد مواقفه ستجعله صانعاً للقرار، وقادراً على رسم ملامح المستقبل السياسي للبلاد. لكنه، بالرغم من ذلك، فإنه لم يتم الحديث عن ائتلاف برلماني أو تشكيل الكتلة الأكبر، لأن الإطار لا يعترف أصلاً بالنتائج المعلَنة، علماً بأن التيار الصدري شريك في هذا الإطار، لكنه لم يحضر اجتماعاته الأخيرة التي جرت، ولم يعلن انسحابه الرسمي منه أيضاً".
وحمّل الربيعي المسؤولية الأكبر لحكومة الكاظمي عن "الارتباك والتخبُّط الموجودين، وخصوصاً في ظل تسريبات صوتية كشفت للرأي العام العراقي دوراً مشبوهاً قام به مستشار الكاظمي لشؤون الأمن الانتخابي، وأعلن فيها عداءً واضحاً للقوى السياسية، وعملاً مدبَّراً لتفكيكها وإضعافها وإبعادها عن المشهد السياسي".
وبشأن الارتباط الواضح بين ما يحدث في العراق ولبنان وسوريا، ومحاولات إضعاف هذه البلدان الرافضة للهيمنة والاحتلال، أكد الربيعي أنّ "المشروع الصهيوني - الأميركي - البريطاني، والذي ينفَّذ بأموال وأدوات خليجية وداخلية مشبوهة، هو مشروع واحد ويعمل على تنفيذ سيناريوهات وأجندات تخريبية، من أجل إضعاف هذه البلدان المقاومة، وثنيها عن مواقفها المبدئية. ونقول لمن يقومون بتنفيذ هذا المشروع، بصوت عالٍ وواضح: نحن رجال المقاومة، وهذه بلادنا، ونفديها بأرواحنا. وسنستمرّ في نهجنا المقاوم لكل مخططاتكم".