في ذكرى صفقة "وفاء الأحرار"..قوى فلسطينية تَعدُ بتحرير كل الأسرى
قال مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين محمد البريم (أبو مجاهد)، اليوم الاثنين، إنّ صفقة "وفاء الأحرار" "شكّلت مفصلاً هاماً ونقلةً نوعيةً في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وأثبتت بالدليل القاطع أنّ إرادة وعزيمة الفلسطيني المقاوم أقوى من الجبروت الصهيوني".
أبو مجاهد: الصفقة أظهرت إبداع المفاوض الفلسطيني المقاوم
وأضاف أبو مجاهد أنّ صفقة "وفاء الأحرار" ستظلّ "محفورة في ذاكرة شعبنا الفلسطيني وكلّ أحرار وشرفاء الأمة والعالم كمحطة من محطات النصر المؤزر على كيان العدو الصهيوني".
وأشار إلى أنّ "الصفقة هي الأولى في تاريخ شعبنا الفلسطيني المقاوم والتي تم خلالها أسر جندي صهيوني على أرض فلسطينية تحتفظ به على مدى أكثر من 5 سنوات، وخاضت خلالها المقاومة صراع عقول وأدمغة، وأثبتت تفوقها على العدو".
وبحسب أبو مجاهد، فإنّ "الصفقة أظهرت إبداع المفاوض الفلسطيني المقاوم وإصراره وعزيمته الجبارة وإرادته الفولاذية والتي أثبتت تفوقها على العدو الصهيوني المجرم في إسقاط كافة خطوط العدو الحمراء".
وتابع: "نجاح عملية الوهم المتبدد ومن بعدها صفقة وفاء الأحرار المشرفة شكلت حافزاً كبيراً وقوياً لقيادة المقاومة وفصائلها الفاعلة لتكرار هذا الإنجاز من جديد".
أبو مجاهد وجّه "تحية لأسيراتنا وأسرانا الأبطال في سجون العدو الصهيوني وزنازينه الفاشية وفي مقدمتهم أسرانا البواسل المضربين عن الطعام والأسرى أبطال نفق الحرية وأسرى حركة الجهاد الإسلامي، الذين يواجهون تنكيل وتعذيب العدو الصهيوني بهم بأمعائهم الخاوية وإرادتهم الصلبة" .
كما أكّد أنّ "ألوية الناصر صلاح الدين ستبقى على عهدها ووعدها لكافة أسيراتنا وأسرانا البواسل بأن تبقى حريتهم وكسر قيدهم على سلم أولوياتنا و على رأس مهام مقاتلينا ومجاهدينا و عملية الوهم المتبدد وصفقة وفاء الأحرار لن تكون الأخيرة مهما غلت التضحيات".
حماس: كتائب القسام سجلت نصراً كبيراً في المعركة الأمنية
بدورها، أكّدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، في الذكرى العاشرة لصفقة وفاء الأحرار أنّ "كتائب القسام سجلت نصراً كبيراً في المعركة الأمنية وصراع الأدمغة منذ أسر الجندي الصهيوني والاحتفاظ به لأكثر من 5 سنوات في بيئة أمنية معقدة، وصولاً لتفاصيل عملية التسليم، وهو ما أربك منظومة الأجهزة الأمنية الصهيونية".
وشددت الحركة على أنّ "المقاومة ستبذل كل الجهود للإفراج عن الأسرى، فتحرير الأسرى هو واجب ديني ووطني وإنساني، فنحن شعب لا يمكن أن يترك أسراه في السجون مهما كلف الثمن، مشيرةً إلى أنّ "تحرير الأسرى والعمل من أجله هو مسار استراتيجي لدى الحركة، وعملت من أجله، وقدمت ولا تزال تقدم وتبذل في سبيل ذلك كل الوسع، ولن تتراجع عن هذا النهج قيد أنملة".
ولفتت إلى أنّ "قضية الأسرى تقف على سلم أولويات المقاومة، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال أسرانا الحرية، وإننا على موعد قريب مع صفقة جديدة بعد إجبار الاحتلال وإرغامه على الرضوخ لمطالب المقاومة التي لا مناص أمامه إلا تلبيتها والتعاطي معها".
كما أكّدت الحركة أنّ "الإفراج عن جنود الاحتلال المأسورين في قطاع غزة لن يكون له ثمن سوى الإفراج عن أسرانا من سجون الاحتلال، ولن يكون هناك أي ثمن آخر يمكن أن تقبل به المقاومة"، مضيقةً أنّه "على حكومة الاحتلال أن توقف تهربها وتصارح جمهورها بأن صفقة التبادل هي الوحيدة التي يمكن أن تعيد الجنود المأسورين في غزة".
الحركة الوطنية الأسيرة: لا يزال أملنا في المقاومة الباسلة موجوداً
أمّا الحركة الوطنية الأسيرة فقالت إنّه "لا يزال أملنا في المقاومة الباسلة موجوداً"، مشيرةً إلى أنّه "حان الوقت لكسر القيود، وقد كانت ثقتنا بكم كبيرة وبلا حدود، والآن بعد معركة سيف القدس، أصبحت هذه الثقة يقيناً".
ودعت الحركة المقاومة إلى "أن تقاتل على كل أسير، فكل الأسرى وبلا استثناء يستحقون الحرية، وهي واجبكم، ونحن الأسرى لكم منا الصبر والصمود، وإن لم تحملنا أجسامنا ستحملنا نفوسنا".
وأضافت: "نعلم تماماً أن الزمن الذي يُقاتل فيه الأسرى بأمعائهم ووحدهم قد ولى وللأبد، ونعلم أيضاً أن تفاصيل قضية إضراب أسرى الجهاد الإسلامي والأسرى الإداريين هي حاضرةٌ لديكم، وثقتنا أنكم تعملون كل ما يلزم لإسنادهم"، كما دعت الجماهير في كافة أماكن تواجدهم إلى أوسع حملة تضامن ومناصرة للأسرى المضربين عن الطعام.
من جهته، أعلن مسؤول ملف الأسرى في حماس، زاهر جبارين، أنّه "لا صفقة تبادل مع الاحتلال دون خضوع الاحتلال لشروط المقاومة".
يأتي ذلك في وقت يواصل 6 أسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفضاً لاعتقالهم الإداري، أقدمهم الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 95 يوماً، والأسير مقداد القواسمي المضرب منذ 89 يوماً والذي يعاني من أوضاع صحية خطرة، وعلاء الأعرج المضرب منذ 71 يوماً، وهشام أبو هواش الذي دخل يومه الـ 62 من الإضراب، وأيضاً الأسير رايق بشارات (57 يوماً)، وكذلك شادي أبو عكر (54 يوماً).
وأعلن المسؤول الإعلامي في حركة "الجهاد الإسلامي" داوود شهاب، أمس الأحد للميادين، أنَّ "مصلحة السجون الإسرائيلية بدأت تتراجع تدريجياً عن تعنتها"، موضحاً أن "تراجع الاحتلال تَمثّل في التفاوض المباشر مع الهيئة القيادية لأسرى الحركة".
يُذكر أنّ إدارة سجون الاحتلال شدّدت إجراءاتها داخل السجون، بعد عملية تحرر 6 أسرى من سجن جلبوع ذي الحراسة المشددة، مطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن صفقة وفاء الأحرار تمّت في الثامن عشر من تشرين الأول/أكتوبر للعام 2011 بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تمّ بموجبها تحرير أكثر من 1400 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال.