لبنان يشيّع شهداء الطيونة.. وحزب الله: أميركا استعجلت القوات اللبنانية لإحداث حرب أهلية

رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله يقول، في كلمة له خلال تشييع ضحايا كمين الغدر في الطيونة، إنّ "ما شهدناه أمس هو حلقة من حلقات المخطَّطات التي تُديرها السفارة الأميركية في لبنان".
  • اللبنانيون شيّعوا اليوم ضحايا كمين الغدر في الطيونة في بيروت

شيّع اللبنانيون، اليوم الجمعة، الشهداء السبعة الذين ارتقَوا أمس الخميس في كمين، في إثر إطلاق قنّاصين النار من على أسطح المباني، التي تحصَّنوا فيها، على محتجّين سِلميين عُزّل في منطقة الطيونة في العاصمة بيروت، وودّعوا الشهداء وسط هدوء حَذِر يخيّم على المنطقة التي شهدت هذه الفاجعة، وسط الحداد العام في البلاد على أرواح الشهداء.

وشارك في مراسم هذه المناسبة الأليمة، رئيسُ المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين، الذي أكدّ، في كلمة له خلال التشييع، أنّ "الشهداء استهدفهم رصاص الغدر. والموت والقتل لا يخيفاننا، والشهادة كرامتنا".

وأضاف صفي الدين أنّه "لا يمكن لأي قطرة دم لشهدائنا أن تُضعفنا، بل ستزيدنا إصراراً على أننا مع الحق"، مشيراً إلى أنّ "دماء الشهداء ستبقى تضجّ وتصرخ في وجوه صنّاع الفتن وأهل القتل والمجرمين".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأكدّ أنّه "لا يمكن أنّ نسكت عن سقوط هذه الدماء في أي حال من الأحوال، ونعرف كيف نحمل البراءة والحق"، مشدداً على "أننا سنصل إلى حقنا بشأن الدماء التي سُفكت في مجزرة الأمس".

وكرَّر صفي الدين تأكيده أنّ "الدماء التي تسقط نعرف كيف نحافظ على قضيتها وحقها، والأيام المقبلة ستشهد على ذلك".

وإذ قال "نحن أمام مجزرة مقصودة وموصوفة، ومَن ارتكبها عن سابق إصرار وتصميم وعزم وإرادة، هو مجرم وقاتل"، أكدّ أنّ "الرصاص الذي أصاب الرؤوس هو قتل متعمّد، ومن قام به هو حزب القوات اللبنانية".

واعتبر صفي الدين أنّ "حزب القوات اللبنانية كان يسعى لإحداث حرب أهلية داخلية من جديد في لبنان"، كاشفاً "أنّنا كنّا نحذّر في الماضي من دون التسمية، على الرغم من التحريض والاستفزاز. وحزب القوات كشف وجهه، وهو من أصحاب مجازر، وينمو عليها".

وقال "يبدو أنّ الأميركيين استعجلوا هذا الحزب من أجل إحداث حرب أهلية في لبنان"، معتبراً أنّ "القوات اللبنانية تُلبي مطلب الأميركيين من أجل حفنة مال".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأشار إلى أنّ "تظاهرتنا أمس كانت سلمية ضد تسييس القضاء وظلمه، وهذا حقنا الطبيعي". كما لفت إلى أن "بين المشاركين في التظاهرة أمس محامين وشخصيات من النُّخَب للتعبير عن موقف محق".

وأوضح صفي الدين "أننا لم نوجّه نحن في حركة أمل وحزب الله دعوة مفتوحة إلى المشاركة، وإلاّ لكان العدد سيكون كبيراً"، معتبراً أنّه "كان يمكن للتجمع أن يبقى عادياً لولا المخطَّط المدروس من أجل استهدافه".

وقال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله إنهم "لو كانوا يعلمون بأننا سنخوض حرباً معهم لما كانوا تجرأوا على اعتدائهم"، وحمّل بعض الإعلام المسؤولية و"كان يُراد من الكمين إشعال البلد والفتن".

وكشف أنّ "القوى الأمنية أبلغت إلينا أن كل شيء على ما يرام، وأنّ الأمن مضبوط، لذا أكملنا التحرك"، مشيراً إلى أن "ما لم يكن متوقعاً، هو أنّ جهة أو حزباً اتَّخذ قراراً بالقتل من خلال التموضعات العسكرية".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

واعتبر صفي الدين أنّ "تصويب القنّاصين الرصاصَ على الرؤوس والصدور لم يكن صدفة، وكان قراراً مُتَّخَذاً ومُخطَّطاً له".

المخطَّط تديره السفارة الأميركية بتمويل من جهات عربية

وأوضح  المسؤول التنفيذي في حزب الله أنه "ما شهدناه أمس هو حلقة من حلقات تديرها السفارة الأميركية في لبنان، وتمولّها جهات عربية".

وتوجّه إلى المخططين للفتنة قائلاً إن "على الراعيَّين الدُّولي والإقليمي لهذه الهجمات أن يُدركا أنهما سيفشلان في جرّ البلد إلى الحرب والفتنة"، معتبراً أنّ "الأميركي جاء بكل الويلات إلى العالم، وربما هو يفكر في جلب مصيبة جديدة إلى لبنان".

وإذ أكدّ أنّنا "لن ندع أهداف الأعداء تتحقَّق، وأن على كل اللبنانيين تحمُّل المسؤولية معنا"، أشار إلى أن "على القوى في لبنان أخذ موقف من حزب يريد أخذ لبنان إلى حرب أهلية".

وشدَّد على أنه "يجب جلب القتلة إلى السجون، وأي تلكؤ سنعتبره شراكة في الجريمة". ورأى أنه "كما كان داعش والنصرة خطراً على لبنان، فهناك خطر مصدره المشروع الأميركي الجديد".

فيرا يمين للميادين: هناك انفصام في الداخل اللبناني ساوى بين الجلاّد والضحية

هذا، وتقاطعت مواقف المسؤول التنفيذي في حزب الله مع مواقف "تيار المردة". وفي هذا الإطار، قالت عضو المكتب السياسي في التيار، فيرا يمين، في حديث إلى الميادين، إن "حركة أمل وحزب الله استطاعا عدم الانجرار إلى الفتنة".

وأكدت أن جوهر كلام صفي الدين أنّ "على كل المسؤولين تحمل المسؤولية".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأضافت يمين أنّ "الرهان هو على جمهور المقاومة"، مشيرة إلى أنّ "شقيقة الشهيدة مريم فرحات خير مثال على هذا الجمهور".

وتابعت أنّ "الوحدة فاجأت الطرف الآخر الذي جعلته أكثر حذراً في رهاناته التي خابت"، مشددة على أنّ "هناك إجماعاً وجدانياً وشعبياً مع شهداء تعاطوا مع الدستور بكل أمانة من خلال حراكهم السلمي".

ورأت يمين أنّ "هناك انفصاماً في الداخل اللبناني حيال الحراك من جانب أطراف ساوت بين الجلاد والضحية"، معتبرةً أنّه "بعد إعلان الجيش الحصول على تسجيلات الكاميرات، لا عائق قانونياً أمام الوصول إلى النتائج".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وناشدت يمين اللبنانيين ضرورةَ "رفع منسوب الوعي في مواجهة مرحلة دقيقة على أبواب تسوية إقليمية".

يأتي ذلك بعد أن أطلق قنّاصون النار على الرؤوس والصدور للمحتجين على تسييس التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في 4 آب/أغسطس 2020، وضد إجراءت القاضي طارق بيطار، وللمطالبة بكفّ يده عن ملف التحقيق.

وأفادت مراسلة الميادين، في أثناء التشييع اليوم الجمعة، بأنّ الحزن والغضب العارم يعمان منطقة الشياح نتيجة كمين الغدر، وسط إصرار على درء الفتنة التي كادت تشعل حرباً أهلية في البلاد.

وقالت مراسلتنا إنّ أهالي منطقة الشياح شيّعوا شهيدين، بالإضافة إلى الشهيدة مريم فرحات.

والتقت مراسلة الميادين شقيقة الشهيدة مريم، التي قالت للميادين "إننا نفتخر بلقب شهيدة، ونحن شعب المقاومة نفخر بشهدائنا"، مضيفة أنّ "تظاهرتنا كانت سلمية، لكن المعتدين حاولوا تحويلها إلى حرب أهلية".   

وأشارت شقيقة الشهيدة مريم إلى أنّ أبناء الشهيدة مريم وبناتها ما زالوا في حالة صدمة". وطالبت "بالعدالة"، مشددة على أنّ "المعتدي لن ينجح في تمرير مشروع فتنته".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأكدت شقيقة الشهيدة مريم "أننا يشرفنا سلاح المقاومة، وهو كرامتنا، والمقاومة لن نتخلى عنها، ولو متنا من الجوع. ونحن بأمر عمامة السيد (حسن نصر الله)، وما يهمنا هو ألاّ يحزن السيد نصر الله". كما اعتبرت أنّ "السيد نصر الله هو صِمَام الأمان لهذا البلد، ونقطة ضعفنا هي حزنه".

بدوره، قال والد الشهيد مصطفى زبيب للميادين إنّ "ابني كان يشارك بطريقة سلمية في التظاهرة، وأُصيب مباشَرة في قلبه".

وقال أحد أصدقاء الشهيد مصطفى زبيب للميادين، إنّ "الارهابيين هم من غدروا بالمشاركين في التظاهرة السلمية أمس الخميس"، مضيفاً أنّ "الشهيد هو شهيد وطن، ويشرّف كل لبنان".

وكان مصدر في الجيش اللبناني أكدّ توقيف 19 شخصاً اعترف عدد منهم بإعداد الكمين لأحداث الطيّونة، بينما اتّهمت قيادتا حركة "أمل" وحزب الله حزب القوات اللبنانية بالاعتداء المسلّح على المحتجين. 

وندّد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، في كلمة له أمس الخميس، بـ"لغة السلاح"، وتعهّد محاسبة المسؤولين والمحرّضين على القتل.

أمّا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، فقدّم اعتذاره إلى اللبنانيين، وأكدّ أنّه أجرى اتصالات بالجيش اللبناني الذي أفاد بتحسّن الوضع الأمني في الشارع الذي شهد الأحداث الأليمة. 

المصدر: الميادين نت