بوتين: روسيا مستعدة لزيادة إمدادات الغاز على وقع أزمة أوروبا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أن موسكو على استعداد لتصدير كميات أكبر من الغاز الطبيعي، بعدما اتّهمتها أوروبا بتقليص الإمدادات ورفع الأسعار إلى مستويات قياسية.
وأشار بوتين خلال منتدى للطاقة في موسكو إلى أن روسيا على استعداد للإيفاء بأي طلبات جديدة من المشترين للحصول على كميات أكبر.
وقال "إذا طلبوا منا زيادة (الصادرات)، فنحن على استعداد للقيام بذلك"، مؤكداً أن روسيا ستزيد الإمدادات "بالقدر الذي يطلبه شركاؤنا".
وعلّق بوتين بأنه "من الخطورة زيادة عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا، بسبب البلى والتلف، فقد ينفجر نظام نقل الغاز بشكل كامل، وستترك أوروبا بالكامل من دون قناة الإمداد هذه".
وأضاف بوتين أنه في عام 2021، ستتجاوز إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا الالتزامات بموجب عقد طويل الأجل بنسبة 10%".
وتابع، "على الأقل يجب أن يقولوا شكراً لك، بدلاً من ذلك، نسمع الشتائم". وفي ما يخصّ مستقبل أسواق الطاقة العالمية، اعتبر بوتين أنّ "دور النفط والفحم سيتراجع".
الرئيس الروسي أشار إلى أنّ "تدهور نظام نقل الغاز الأوكراني يراوح بين 80 و85%، قبل الضخ، من الضروري إعادة هذا النظام إلى حالته الطبيعية".
وكشف بوتين أن روسيا مستعدة للاحتفاظ بعقد الضخ عبر نظام نقل الغاز الأوكراني بعد عام 2024 وحتى زيادته، لكن هناك حاجة إلى فهم الأحجام"، مؤكداً "نحن مستعدون للاحتفاظ بهذا العقد إذا توافرت الظروف الاقتصادية والبيئية".
واعتبر أنّ "الكوكب يحتاج إلى خطوات قائمة على المعلومات ومسؤولة من قبل جميع المشاركين في السوق، سواء كانوا منتجين أم مستهلكين، لتركّز على الأمد البعيد وتصبّ في مصلحة التنمية المستدامة لجميع بلداننا".
وبالنسبة إلى التقلّب الذي تشهده أسواق النفط والارتفاع الحاد في الأسعار، رأى بوتين أنهما ليسا في مصلحة روسيا، لكن الوصول إلى سعر النفط عند 100 دولار للبرميل أمر ممكن تماماً".
ولفت إلى أنّ "مجموعة أوبك+ تفعل كل ما يمكن من أجل استقرار سوق النفط".
الرئيس الروسي أوضح أنه لم يبحث في أسواق النفط مع نظيره الأميركي جو بايدن، لكن تربطه علاقات عمل معه"، معرباً عن أمله في تحسّن العلاقات بين بلديهما تدريجياً.
وفي الـ 6 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حمّل بوتين أوروبا المسؤولية عن أزمة الطاقة الحالية التي تمر بها، مؤكداً أن الأوروبيين "ارتكبوا أخطاءً" في مسألة عقود الغاز مع روسيا.
وقال الرئيس الروسي إن أحد العوامل التي أثّرت على الأسعار هو إنهاء الأوروبيين "عقوداً طويلة الأجل" لمصلحة السوق الفورية.
وسجلت أسعار الغاز الأوروبي والبريطاني، الأسبوع الماضي، ارتفاعاً بأكثر من 25%، مدفوعةً بتزايد الطلب مع اقتراب فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وقبل أيام، بدأت إجراءات ملء الخط الأول في مشروع أنابيب "نورد ستريم 2" بالغاز، وفق ما أفادت الشركة المشغّلة للمشروع، والتي تملكها شركة "غازبروم". وبحسب بيان شركة "نورد ستريم 2 آي جي"، المشغّلة للمشروع، فإنه "اعتباراً من الـ 4 من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، سيتم ملء الخط الأول بالتدريج بالغاز، للوصول إلى الحجم والضغط المطلوبَين، من أجل مزيد من الاختبارات الفنية".
هذا، وتحتل روسيا حالياً المرتبة الرابعة من جهة مستوى الانبعاثات الكربونية، فيما يشير معارضون إلى أن البلد لا يقوم بما يكفي للتعامل مع الأزمة.
ويلفت العديد من العلماء إلى أن روسيا (وخصوصاً سيبيريا ومناطقها القطبية) من بين الدول الأكثر عرضة لتبعات التغيّر المناخي.