وسط تزايد الخلافات بين جناحي الحُكم.. إلى أين يتّجه السودان؟

الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية لم تتغيّر في السودان بعد سنتين من إطاحة الرئيس عمر حسن البشير، بل إنها تتّجه نحو الأسوأ، وخصوصاً في ما يتعلق باقتراب الحكم الحالي من محور "التطبيع".
  • ثمة مخاوف من أن يستولي العسكر على الحراك الشعبي في السودان أيضاً

يبدو أنَّ صيغة الحكم التي تشكّلت في السودان بعد إطاحة الرئيس السابق عمر حسن البشير تضعف وتتفكك مع مرور الزمن، إذ تتصاعد التجاذبات بين العسكر من جهة والمدنيين من جهة أخرى،وهما المكونان اللذان تشكلت منهما هذه الصيغة.

أعلن "تجمع المهنيين السودانيين"، وهو إحدى الشرائح الفاعلة في الإطاحة السلمية بالنظام السابق، أنَّ "تجربة الشراكة مع المجلس العسكري أثبتت فشلها كصيغةٍ للحكم في البلاد"، مؤكِّداً أنَّ "حماية عملية الانتقال إلى الديمقراطية تستلزم عدم العودة إلى الشراكة مع المجلس".

من ناحية أخرى، أخذت خلافات الأجنحة داخل المؤسسة العسكرية تتوضح وتنكشف أكثر فأكثر، وهو ما أنبأ به الانقلاب العسكري الأخير الذي فشل الأسبوع الماضي، والذي حاول عسكريون وضباط القيام به قبل أن يتمَّ إلقاء القبض عليهم. وقد نسب متحدثٌ باسم الحكومة السودانية محاولة الانقلاب هذه إلى "فلول النظام القديم".

يجري هذا كله وسط مخاوف تطاول بلداً عربياً آخر من أن يسطو العسكر فيه على "الثورة"، وأن يكون ثمن ذلك هو التقرّب من محور "التطبيع العربي" ومن "إسرائيل"  على حساب القضايا الوطنية والقومية، وفي مقابل الضغط والتضييق على حركات المقاومة.

الإعلامي والكاتب السياسي السوداني كمال سر الختم قال في حديث للميادين إنَّ "تصريحات تجمع المهنيين السودانيين لا تعبر عن طلاق نهائي بين المكونين المدني والعسكري".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأكّد أنَّ "الشعب السوداني لا يسعى إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني لحلِّ أزماته"، مضيفاً أنَّ "السودان لم يجنِ شيئاً ممّا كان يحلم به دعاة التطبيع"، وشدَّد سر الختم على أنَّ "الذي يهرول نحو التطبيع هو المكون العسكري، وليس الشعب السوداني أو المكون المدني".

من جهته، أشار الخبير في الشؤون الإقليمية طلال عتريسي إلى أنَّ إطاحة الرئيس السابق عمر حسن البشير أتت "لأنَّ معركة الرهان على الإخوان المسلمين انتهت"، وقد تأخّر سقوط هذا النظام لأنه كان "محسوباً على الإخوان".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأشار إلى أنَّ "دعم دول التطبيع يشكِّل نقطة قوّةٍ للمجلس العسكري للبقاء في السلطة في مواجهة المدنيين"، مؤكِّداً أنَّ "عدائية المجلس العسكري لحركة حماس خدمةٌ مجّانيةٌ للعدو الإسرائيلي".

وتابع عتريسي أنَّ "السودان لم يحصل على أيِّ ثمنٍ حقيقيٍّ في الاقتصاد مقابل صفقات التطبيع"، وأنَّه "ذهب إلى محورٍ تطبيعيٍّ لم يجلب له أيَّ شيءٍ لحلِّ مشاكله".

بدوره، أوضح رئيس قسم الشؤون الدولية في "الأهرام العربي" أسامة الدليل أنَّ "خيار التطبيع كان نوعاً من الضغط على الدولة السودانية مع تردّي أوضاعها الاقتصادية".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأشار الدليل إلى أنَّ "خريطة التطبيع انطلقت من الخليج الى المحيط لاستهداف الأمن القومي العربي"، مضيفاً أنَّ "استهداف الجيوش العربية من سوريا إلى ليبيا إلى السودان يطرح علاماتِ استفهامٍ كثيرةً".

وتحدَّث كذلك عن وجود "تواطؤ إقليمي كامل بشأن إبرام السودان لصفقات التطبيع"، معتبراً أنه "كان على المكون المدني رفض ذلك".

 

 

 

المصدر: الميادين نت