محادثات فرنسية أسترالية حول "تعويضات محتملة" بعد أزمة الغواصات

وزارة الجيوش الفرنسية تؤكد أن "شركة نافال اجتازت بالفعل عدة مراحل في العقد المبرم مع أستراليا"، وتشددّ على أن الشركة "لن تخسر أموالاً مقابل العمل الذي تمّ انجازه".
  • إحدى غواصات شركة "نافال" الفرنسية

بدأت محادثات بين مجموعة "نافال غروب" الفرنسية والسلطات الأسترالية، اليوم الثلاثاء، حول الحصول على تعويضات مالية محتملة بعد فسخ كانبرا صفقة ضخمة لشراء غواصات، وفق ما ذكرت وزارة الجيوش الفرنسية.

وذكرت الوزارة للصحافيين خلال مؤتمر، حول "أزمة الغواصات"، أنّ "المناقشات جارية بين خبراء مجموعة نافال غروب والأستراليين حول التعويضات".

وقالت الوزارة: إن المجموعة الفرنسية "اجتازت بالفعل عدة مراحل في العقد بمبلغ 900 مليون يورو، دفعت أستراليا غالبيته"، مؤكدةً أن "مجموعة نافال لن تخسر أموالاً مقابل العمل الذي تمّ انجازه".

وانتقدت الوزارة من جديد ما وصفته بأنه "خيانة" أستراليا، مؤكدةً أنه "لم يتمّ في أي وقت التطرق مع السلطات الفرنسية إلى القرار الأسترالي بالتحول إلى الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية ولا إلى مباحثاتها مع الولايات المتحدة".

وأكدت باريس أن الدليل على ذلك أنه "في 15 أيلول/سبتمبر، صادق المهندسون والجيش الاسترالي على استعراض البرنامج" الفرنسي في وثيقة رسمية، تُدعى "إشعار انتهاء المراجعة الوظيفية للبرنامج، مما يعني أن أستراليا كانت راضية ويمكننا المضي قدماً".

وزير الدولة الفرنسي: مسألة الغواصات تتعلق بالاتحاد الأوروبي وليست مشكلة فرنسية فقط

وفي وقت سابق من اليوم، قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمون بون، إنّ "بلاده لن تنحي جانباً نزاعها مع أستراليا بشأن تخليها عن عقد الغواصات سريعاً، وإنها تقيّم جميع الخيارات المتاحة للردّ على ذلك".

وأضاف بون للصحفيين قبل اجتماع مقرر مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي في بروكسل أنّ "علاقاتنا صعبة للغاية.. لا يمكننا التصرف وكأنه لم يحدث شيء، ينبغي لنا بحث جميع الخيارات".

ورحب بون  بدعم وزراء خارجية الاتحاد في اجتماع انعقد في وقت متأخر من مساء أمس، مشدداً على أن هذه مسألة تتعلق بالاتحاد وليست مشكلة فرنسية فحسب.

ألمانيا: طريقة قرار إلغاء صفقة الغواصات مزعج ليس لفرنسا فقط

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أنّ "الطريقة التي اتخذ بها قرار إلغاء صفقة الغواصات مزعج ليس لفرنسا فقط".

يذكر أنّ رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اعتبرت يوم أمس، أنّ الطريقة التي تمّ التعامل بها مع فرنسا بشأن صفقة الغواصات مع أستراليا في إطار الشراكة الأمنية الأميركية الأسترالية البريطانية، "غير مقبولة".

موريسون لا يريد الاجتماع مع ماكرون 

وفي سياق مواز، أكد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم، أنه لن يتحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.

وأضاف موريسون للصحفيين في نيويورك، رداً على سؤال عما إذا كان سيتحدث مع ماكرون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "ليست هناك فرصة لذلك في الوقت الراهن، أنا متأكد من أن الفرصة ستحين في الوقت المناسب".

ومن المقرر أن تعقد أستراليا والاتحاد الأوروبي الجولة القادمة من المحادثات بشأن اتفاق تجاري في 12 أكتوبر/ تشرين الأول.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، في 15 أيلول/سبتمبر عن تحالف دفاعي أسترالي-أميركي-بريطاني جديد دفع بكانبرا إلى إلغاء صفقة غواصات مع فرنسا، ما أثار غضب باريس التي تمّ تجاهلها.

من جهتها، أسفت باريس عن تراجع أستراليا عن صفقة أبرمتها في العام 2016 مع مجموعة "نافال غروب" الفرنسية للصناعات الدفاعية لشراء غواصات تقليدية، لكي تحصل في إطار شراكة أبرمتها لتوّها مع الولايات المتحدة وبريطانيا على غواصات تعمل بالدفع النووي.

المصدر: وكالات