بلينكن يدافع عن الانسحاب من أفغانستان أمام الكونغرس
دافع وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، أمام الكونغرس وخصوصاً الجمهوريين عن الانسحاب الفوضوي من أفغانستان الذي وصف بأنه "كارثة تاريخية و"استسلام غير مشروط".
وبلينكن هو أول مسؤول أميركي يمثل أمام الكونغرس منذ الانسحاب.
وردّ بلينكن على الاتهامات حول عدم الاستعداد بشكل كاف للانسحاب التي أتى بعضها من صفوف المعسكر الديمقراطي أيضاً، وشنّ هجوماً مضاداً بتحميله الرئيس السابق دونالد ترامب المسؤولية الكبرى عن الوضع.
وقال خلال جلسة في مجلس النواب الأميركي "لقد ورثنا مهلة لكننا لم نرث خطة". ورأى أن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يكن لديه خيار آخر عند دخوله البيت الأبيض مطلع العام 2021 "إلا وضع حد للحرب أو الانخراط في تصعيد".
ولفت بلينكن إلى أنه "كجزء من هذا الاتفاق، ضغطت الإدارة السابقة على الحكومة الأفغانية للإفراج عن 5000 أسير من طالبان بمن فيهم بعض كبار قادة الحرب. وفي غضون ذلك، خفضت وجود قواتنا إلى 2500 جندي ووافقت طالبان على وقف مهاجمة القوات الأميركية وشركائها والامتناع عن تهديد المدن الرئيسية في أفغانستان. لكنها (طالبان) واصلت مسيرتها الحثيثة للاستيلاء على نقاط التفتيش والقرى والمناطق النائية، فضلاً عن الطرق الرئيسية التي تربط المدن".
وتابع بلينكن: "لا يوجد دليل على أن البقاء لفترة أطول كان سيجعل قوات الأمن الأفغانية أو الحكومة الأفغانية أكثر مرونة أو مكتفية ذاتياً. إذا لم تكن 20 سنة ومئات المليارات من الدولارات من الدعم والمعدات والتدريب كافية، فلماذا قد تحدث سنة أخرى أو خمس أو عشر فرقاً؟".
الرئيس الأميركي جو بايدن الذي دافع أيضاً في وقت سابق عن انسحاب قواته من أفغانستان، قال إن الولايات المتحدة لا يمكنها "غزو" كل بلد توجد فيه "القاعدة".
وكان بايدن أبدى منذ فترة طويلة عزمه على إنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة، فأبقى الرئيس الديمقراطي على الانسحاب الذي بادر إليه سلفه الجمهوري. وأكّد بلينكن أنه من دون هذا الاتفاق "لم يكن لينجزه بالضرورة وفقاً لهذا الجدول الزمني".
في المقابل، انتقد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر، إدارةَ جو بايدن بسبب "انعدام كفاءتها" على خلفية الانسحاب من أفغانستان.
وعزا ترامب ذلك إلى "سوء التخطيط، والضَّعف الهائل، والقادة الذين لم يفهموا حقاً ما كان يحدث"، معرباً عن أسفه لمقتل 13 عسكرياً أميركياً في تفجير انتحاري في كابول الشهر الماضي، خلال عملية الإجلاء من أفغانستان، واستيلاء "طالبان" على معدّات عسكرية أميركية قيمتها مليارات الدولارات "من دون إطلاق رصاصة"، وفق تعبيره.
وتلقى الانسحاب الأميركي من أفغانستان دعماً من جزء كبير من الطبقة السياسية الأميركية إلا أن إنجازه تعرّض للانتقاد من كل الأطراف بعدما تحوّل إلى كارثة فعلية مع عودة حركة طالبان إلى الحكم بعدما طردت من السلطة قبل 20 عاماً، قبل أن ينسحب آخر الجنود الأميركيين من كابول.