لوبين وهيدالغو تخوضان حملة الانتخابات الرئاسية في فرنسا
أعلنت رئيسة بلدية باريس "الاشتراكية" آن هيدالغو ترشحها رسمياً للانتخابات الرئاسية الفرنسية، فيما أعلنت زعيمة "اليمين المتطرف" مارين لوبين التخلي عن قيادة حزبها لتركيز جهودها بالكامل على الاستحقاق الرئاسي العام المقبل، ما أدى إلى تسارع حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وسلمت لوبين (53 عاماً) رئاسة حزبها، التجمع الوطني، لمساعدها جوردان بارديلا، وعرضت برنامجها بالتفصيل في خطاب ألقته في فريجوس، فيما أكدت هيدالغو (52 عاماً) ترشحها في كلمة ألقتها في روان.
وبحسب تقرير لـ"فرانس برس"، فإن استطلاعات الرأي ترجّح انتقال لوبين إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2022، بعدما تواجهت في الانتخابات الماضية مع إيمانويل ماكرون الذي هزمها. أما هيدالغو التي تترشح للمرة الأولى، فتبقى حظوظها في الفوز ضئيلة، بحسب استطلاعات الرأي.
وفيما تواجه لوبين احتمال التنافس مع الكاتب السياسي والصحافي الجدليّ الذي يبقي الغموض مخيماً حول نيّاته الانتخابية، إريك زمور، فإن هيدالغو تطلق حملتها وسط مشهد سياسي مكتظ بمرشحين يراوحون بين أقصى اليسار والاشتراكيين مروراً بالمدافعين عن البيئة.
لوبين تتعهد بسحب فرنسا من القيادة الموحدة لـ"الحلف الأطلسي"
وقبل 7 أشهر من الدورة الأولى، ردّدت لوبين شعار حملتها "الحريات"، عارضة بعض أبرز مواضيعها، مثل مكافحة الهجرة وانعدام الأمن.
ووعدت بتنظيم استفتاء حول الهجرة فور انتخابها، وباعتماد أكبر قدر من الصرامة في مكافحة الجريمة، متعهدة بـ"وضع الجانحين الفرنسيين في السجن، والأجانب في الطائرة"، وبترميم هيبة السلطة في "مدن المخدرات أو المناطق التي باتت أشبه بمناطق طالبان".
ووعدت لوبين بإقرار استفتاء الاستشارة الشعبية الذي يسمح بطرح قوانين أو تعديلات قانونية على المواطنين، ونظام انتخابي بالنسبية.
وعلى الصعيد الدولي، أكدت أن فرنسا ستنسحب من القيادة الموحدة للحلف الأطلسي التي تنشر برأيها "المنطق الحربي الذي تخطاه الزمن للكتلتين السابقتين إبان الحرب الباردة"، منتقدة بهذه المناسبة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وقالت إن "فرنسا ستقرر بحرية أي حروب أو تدخلات عسكرية تقبل بتنفيذها بما يخدم مصلحتها الوطنية"، مؤكدة أنه "لن يذهب أي فرنسي إلى حتفه في حروب ليست حروبنا".
وفي ما يتعلق بالمؤسسات الأوروبية، وعدت بـ"إعادة السلطة إلى الأمم"، وقالت "سنعترف بحق كل دولة في تغليب مصلحتها الوطنية"، مؤكدة عزمها على "وضع حدّ للديكتاتورية التكنوقراطية المجنونة" التي تتهم المؤسسات الأوروبية بفرضها.
هيدالغو لم تكشف تفاصيل برنامجها الدولي
من جانبها، بدّدت هيدالغو التكهنات، معلنة أنها "مرشحة لتوفير مستقبل لأطفالنا، كل أطفالنا"، مشددة على "خبرتها" كرئيسة بلدية العاصمة باريس وعلى سياستها في مكافحة التلوث الناتج عن السيارات، مسلطة الضوء على البعد البيئي لحملتها.
وأعلنت أن "علينا أن ننجز التحول البيئي"، واعدة بـ"خطة لـ5 سنوات لإزالة الكربون من اقتصادنا"، وببدء مفاوضات لزيادة الأجور وتوسيع اللامركزية ومواضيع أخرى مثل الحق في الموت بكرامة.
ولم تكشف هيدالغو تفاصيل برنامجها الدولي، مكتفية بالقول إنها تريد "فرنسا أقوى، فرنسا أكثر ثقة، بإمكانها إيصال صوتها الفريد مجدداً في أوروبا والعالم".
المرشحتان تهاجمان الرئيس إيمانويل ماكرون
وهاجمت المرشحتان الرئيس إيمانويل ماكرون الذي وصفتاه بـ"المتعجرف". وقالت هيدالغو إنها تريد "وضع حد للازدراء"، مشددة على أهمية "الاحترام".
أما لوبين التي خسرت الانتخابات الماضية أمام ماكرون، فرأت أنه "ليس هناك أبغض من حكومة تبدي ازدراء"، مستعرضة التظاهرات الكثيرة التي تخللت رئاسة ماكرون، من حراك "السترات الصفر" إلى احتجاجات معارضي التصريح الصحي الرامي إلى مكافحة وباء كوفيد-19.
وتطرقت المرشحتان إلى موضوع النساء، فأكدت هيدالغو أن انتخابات 2022 ستمثّل "لقاء أول امرأة رئيسة للجمهورية مع الفرنسيات"، واعدة بأن النساء سيحصلن "أخيراً على المساواة التامة والكاملة في الأجور كما في المسار المهني".
من جهتها، تحدثت لوبين عن النساء في مواجهة انعدام الأمن، فتعهدت بتشديد العقوبات ضد المضايقات في الشارع وبالنضال من أجل السماح للنساء بنيل حريتهن.
وقالت: "سنعيد فرض حرية النساء والفتيات في التنقل من دون التعرض لمضايقات أو تهديدات... في أي ساعة من النهار أو الليل، في أي حيّ كان".