سوليفان: 26 دولة تُساهم في أكبر عملية إجلاء جوي.. ونحن على تواصل مع "طالبان"
أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، اليوم الاثنين، أن اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن بقادة حركة "طالبان" "أمر غير مطروح في هذا الوقت".
وفي تصريح صحافي، أضاف سوليفان "أننا على تواصل مع طالبان، وننسق مع حلفائنا، ونتعامل مع الوضع يوماً بيوم، وحقّقنا تقدماً ملحوظاً، ومستمرون في تحقيق تقدم"، مشيراً إلى أن "بايدن يتخذ قراره بشأن شكل العملية وطبيعتها".
وأعلن أن واشنطن ستتّخذ قرارها "بناءً على مسار الأمور فيما يتعلق بتمديد بقاء القوات الأميركية إلى ما بعد نهاية الشهر الحالي"، لافتاً إلى أن "الرئيس كان واضحاً في أن الولايات المتحدة لن تدخل عقداً جديداً بوجود عسكري في أفغانستان".
ولفت سوليفان إلى أن "الرئيس بايدن كان واضحاً بشأن موقفه من طالبان، وأنه لا يثق بها، ولا أحد يثق بها. ورأينا حقيقة ما جرى من عمليات موت الأميركيين طوال السنوات الـ20 الماضية"، مشيراً إلى أن "مهمتنا اليوم هي إخراج الآلاف، وهذا ما نقوم به وسننجزه".
وأكد "أننا في أعلى مستويات الحيطة والحذر للتصدي لأيّ هجمات إرهابية من تنظيم القاعدة وغيره في أفغانستان"، موضحأ "أننا سنبقى متيقظين من أيّ تهديدات إرهابية في أي مكان في العالم، من دون أن يكون لدينا أي وجود عسكري".
وأشار سوليفان إلى أن "هناك إمكاناً في أن يُعيد تنظيم القاعدة بناء نفسه في أفغانستان. لهذا، كان الرئيس واضحاً بشأن ضرورة زيادة قدراتنا لمواجهتها من دون أن يكون لدينا وجود على الأرض"، موضحاً أن "26 دولة في 4 قارات تساهم في أكبر عملية إجلاء جوي في التاريخ، الأمر الذي يُظهر قوة الولايات المتحدة وحلفائها".
وأضاف أن "واشنطن تفاوضت طوال أشهر مع عدة دول، سواء كانت خليجية أو أوروبية، لاستيعاب الأعداد التي نُخرجها من أفغانستان"، مشدداً على أن "الرئيس مستمر في التنسيق مع حلفائنا وشركائنا بشأن عمليات الإجلاء".
وأعلن سوليفان أنها "عملية محفوفة بالمخاطر"، مضيفاً "أننا ننسّق مع طالبان لتوفير ممرات آمنة للأفغان للوصول إلى مطار كابول".
وأكد أن "أمامنا وقتاً كافياً لإخراج كل الأميركيين الذين يريدون مغادرة كابول"، مشدداً على أنه "بغضّ النظر عن توقيت سقوط كابول، فستكون هناك عملية إخلاء وإجلاء لرعايانا ورعايا دول أجنبية أخرى، ونحن مدركون هذه المخاطر".
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي "إننا نراجع تقدمنا في عملية الإجلاء هذه، والتي نشعر بأنها كانت عملية كبيرة. والرئيس هو مَن سيصدر القرار بشأن تمديد عمل قواتنا من عدمه"، مشيراً إلى أن "القوات الأميركية لا تتحرك خارج إطار المطار، لكنّ هناك تواصلاً مع طالبان لتوسيع نقاط التفتيش إلى مسافة أبعد من بوابات دخول مطار كابول".
وأوضح "أننا على اتصال بالأفغان المعرَّضين للخطر، والمستحقّين للتأشيرات الخاصة، ونحاول إخراجهم، حتى بعد مغادرة القوات الأميركية".
وبحث وزيرا خارجيتَي فرنسا وألمانيا مع عدة أطراف في إمكان تمديد عملية إجلاء مواطني الدول الغربية والمتعاونين معها من الأفغان إلى ما بعد موعد إنهاء الانسحاب في آخر آب/أغسطس الجاري.
وكان بايدن أشار في حوار مع قناة "ABC" إلى إمكان تمديد فترة بقاء الوجود الأميركي في مطار كابول إلى ما بعد التاريخ المعلن للانسحاب، وقال "قواتنا ستبقى في أفغانستان حتى إجلاء آخر أميركي، وحتى إن كان ذلك يعني تمديد عمل مهمّتنا إلى ما بعد 31 آب/أغسطس" الجاري.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الألماني، عبر موقع "تويتر"، أنّ معركة بالأسلحة النارية اندلعت بين قوات الأمن الأفغانية ومهاجمين مجهولين عند البوابة الشمالية لمطار كابول، الأمر الذي أسفر عن مقتل عنصر أمني أفغاني، بينما أُصيب 3 آخرون في المعركة التي شاركت فيها أيضاً قوات أميركية وألمانية.
وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، حذّر من أنّه "سيكون من المستحيل إخراج جميع الأفغان، الذين يحتاجون إلى الحماية"، مؤكداً أن إجلاء "60 ألف شخص"، بحلول نهاية هذا الشهر، أمرٌ غير ممكن.