الملا برادر في أفغانستان لتفويض المسؤولية للقادة الجدد

بعد أيام من إحكام حركة "طالبان" سيطرتها على أفغانستان، الرجل الثاني في الحركة الملا عبد الغني برادر يصل إلى العاصة كابول اليوم لإجراء محادثات مع قياديين في الحركة وسياسيين بهدف تشكيل "حكومة شاملة".
  • الملا عبد الغني برادر يعود إلى كابول

وصل الرجل الثاني في حركة "طالبان" الملا عبد الغني برادر إلى العاصمة الأفغانية كابول، اليوم السبت، لإجراء محادثات مع قياديين في الحركة، وسياسيين آخرين، من أجل تشكيل حكومة جديدة شاملة في أفغانستان، وفق ما ذكر قيادي كبير في "طالبان" لوكالة "فرانس برس". 

مسؤول في "طالبان" قال إن الملا برادر سيلتقي قادة الحكومة السابقين والميليشيات المحلية وعلماء الدين. وأضاف أن الحركة ستشكل فريقين منفصلين لإدارة الأمن الداخلي والأزمة المالية.

المسؤول أكد أن "مقاتلينا لم يخطفوا أي أجنبي لكننا نستجوب بعضهم قبل خروجهم من البلاد"، لافتاً إلى أنه "ستتم الاستعانة بخبراء من الحكومة السابقة لإدارة الأزمات".

وعاد الملا برادر إلى أفغانستان اليوم السبت بعد يومين من إحكام "طالبان" سيطرتها على البلاد، قادماً من قطر، حيث كان يقود المكتب السياسي للحركة. 

وكانت هذه المرة الأولى التي يعود فيها زعيم كبير في الحركة علناً إلى أفغانستان، منذ أن أطاح بالحركة تحالف تقوده الولايات المتحدة، في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001. 

وكانت قندهار عاصمة "طالبان" عندما كانوا في السلطة بين عامي 1996 و2001. وفي الولاية التي تحمل الاسم نفسه نشأت الحركة مطلع التسعينيات.

وعبد الغني برادر المولود في ولاية أروزغان، جنوبي البلاد، ونشأ في قندهار، أحد مؤسسي حركة "طالبان" مع الملا عمر الذي توفي عام 2013، لكن لم يعلن عن ذلك لمدة عامين.

في العام 2001، وبعد التدخل الأميركي وسقوط نظام "طالبان"، قال برادر إنه كان ضمن مجموعة صغيرة من المقاتلين المستعدين للتوصل إلى اتفاق يعترفون فيه بإدارة كابول، "لكن هذه المبادرة باءت بالفشل".

وكان القائد العسكري لـ"طالبان" عندما تمّ اعتقاله في 2010 في كراتشي بباكستان. وأطلق سراحه عام 2018 بضغط من واشنطن.

ويحظى برادر باحترام مختلف فصائل "طالبان" التي تصغي إليه، وتمّ تعيينه لاحقاً رئيساً لمكتبها السياسي في قطر.

كما قاد برادر المفاوضات مع الأميركيين التي أدّت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، ثم محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي لم تأتِ بنتيجة.

واستولت "طالبان" على السلطة في أفغانستان الأحد الماضي، ودخلت إلى العاصمة كابول، بعد هجوم واسع النطاق  شنّته في أيار/مايو الماضي، مع بدء انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان.

وكان وحيد الله هاشمي، عضو بارز في "طالبان" قال قبل يومين لوكالة "رويترز" إن "أفغانستان قد يحكمها مجلس حاكم"، بعد أن سيطرت طالبان على زمام الأمور في البلاد.

فيما قال مسؤول آخر في "طالبان" لرويترز، "سنعدّ نموذجاً جديداً لحكم أفغانستان، ونتعهّد بالخضوع للمساءلة"، مضيفاً أن الحركة ستكون مسؤولة عن أفعالها وستُحقّق في تقارير عن قيام أعضاء بالحركة بارتكاب أعمال انتقامية وفظائع.

كذلك، أعلن مسؤول في "طالبان" إنّ الحركة ستعلن قريباً إمارة أفغانستان الإسلامية من القصر الرئاسي في العاصمة كابول.

وأمس الجمعة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش استعداده للحديث مع قادة "طالبان"، "وعندما يكون واضحاً من هو الشخص الذي سأتحدث معه، وما هو الموضوع الذي ستتم مناقشته"، آملاً تشكيل حكومة شاملة في كابول. 

المصدر: وكالات