واشنطن لغني: ملتزمون بالحفاظ على علاقة دبلوماسية وأمنية قوية مع أفغانستان
تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن بشكل منفصل مع وزيري خارجية كندا وألمانيا، بالإضافة إلى الأمين العام لحلف الناتو لمناقشة خطط الولايات المتحدة تقليص وجودها المدني في كابول على ضوء تطور الوضع الأمني، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية.
وتبادل بلينكن خلال المكالمات وجهات النظر حول البيئة الأمنية في أفغانستان، "والحاجة الملحة لكبح العنف، والجهود الدبلوماسية الجارية، والتزام الولايات المتحدة بدعم حل سياسي للصراع".
وشدد على أن الولايات المتحدة "لا تزال ملتزمة بالحفاظ على علاقة دبلوماسية وأمنية قوية مع حكومة أفغانستان والعمل مع الحلفاء".
وفي سياق متصل، قالت الخارجية الأميركية إن بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن أبلغا الرئيس الأفغاني أشرف غني خلال اتصال هاتفي مشترك، أن الولايات المتحدة تخفض من وجودها المدني في كابول على ضوء تطورات الوضع الأمني.
وشدد الوزيران على أن الولايات المتحدة "لا تزال ملتزمة بالحفاظ على علاقة دبلوماسية وأمنية قوية مع حكومة أفغانستان".
وخلال المكالمة، تبادل الأطراف الثلاثة وجهات النظر حول البيئة الأمنية في أفغانستان والجهود المبذولة للحد من العنف والجهود الدبلوماسية الجارية، وأكد بلينكن أن بلاده "لا تزال ملتزمة بدعم حل سياسي للصراع".
من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن "ما نقوم به ليس تخلياً عن أفغانستان وليس إخلاء وليس انسحاباً كاملاً، والآثار المترتبة على هذا لا ينبغي أن تكون كبيرة".
وأضاف برايس أن "القوات الإضافية هي لحماية الأفراد الأميركيين وليس إرسال المزيد من القوات للبقاء هناك"، مشيراً إلى أنه "برز إجماع دولي على أن أي حكومة تستولي على السلطة في أفغانستان من خلال القوة لن يتم الاعتراف بها ولن تتمتع بالشرعية".
وقال إنه "سنواصل المضي قدماً بأي طريقة ممكنة بالدبلوماسية لإيجاد حل عادل لهذا الصراع"، لافتاً إلى أن "رسالتنا إلى الشعب الأفغاني هي رسالة شراكة دائمة".
برايس أوضح أنه "نحن نتجه نحو تواجد دبلوماسي محدود في أفغانستان بالنظر إلى الوضع الأمني".
زعيم الجمهوريين: أفغانستان تتجه نحو كارثة هائلة
وتعليقاً حول التطورات الأخيرة في أفغانستان، قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي، ميتش ماكونيل، إن أفغانستان تتجه نحو "كارثة هائلة ومتوقعة".
واعتبر أن جهود الإدارة الأميركية للدفاع عن سياسة الرئيس جو بايدن "مهينة"، وصفاً هذه السياسات بـ"المتهورة".
وأضاف ماكونيل أن "طالبان لا تؤمن بالتسوية السياسية، هم يريدون تحقيق انتصاراً عسكرياً وانتقاماً دموياً"، محذراً من أنه "ما لم يعدّل الرئيس بايدن مساره بسرعة، فإن طالبان في طريقها لتحقيق نصر عسكري كبير".
وقال إنه "يبدو أن آخر الأخبار عن التخفيض في سفارتنا والنشر السريع للقوات العسكرية بهي مثابة استعدادات لسقوط كابول"، داعياً الرئيس الأميركي "بالالتزام فوراً بتقديم المزيد من الدعم للقوات الأفغانية، بدءاً بالدعم الجوي".
وأوضح ماكونيل أنه "من دون ذلك قد تحتفل القاعدة وطالبان بالذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر بإحراق سفارتنا في كابول"، مشدداً على أن "الرئيس بايدن يجد أن أسرع طريقة لإنهاء الحرب هي خسارتها، سوف يتردد صدى التكاليف والتداعيات في جميع أنحاء العالم، واستراتيجيته حولت الوضع إلى حالة طوارئ عالمية".
من ناحيته، قال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي آدم سميث، إن "تقليص عدد موظفي سفارتنا ونقلها من كابول خطوة عملية نظراً للوضع الأمني المستمر في البلاد"، لافتاً إلى أنه "بينما تتدهور الحالة الأمنية في أفغانستان، يجب أن تتطور استراتيجيتنا في المنطقة".
سميث اعتبر أن "سلامة وأمن الأميركيين يجب أن تأتي دائماً في المقام الأول، معلناً دعمه قرار إدارة بايدن بتخفيض موظفي السفارة الأميركية.
من جهته، قال نائب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور جيمس إنهوف، في بيان حول أفغانستان، إن الوضع تحول هناك "من سئ إلى أسوأ في غضون أسابيع".
وأضاف أنه "رأينا جميعاً ما هو قادم، وحاولنا تحذير الرئيس بايدن من هذا القرار لكن لسوء الحظ، ما توقعناه سيحصل"، موضحاً أنه "ما لا نريده هو السيناريو الأسوأ: استيلاء طالبان بشكل كامل على أفغانستان الذي يؤدي إلى خسائر في الأرواح الأميركية على المدى القصير وفي المستقبل، مع عودة ظهور المنظمات الإرهابية".
وأشار الجمهوري إنهوف إلى أنه "يجب أن تتحرك إدارة بايدن بأسرع ما يمكن لإخراج الأميركيين والأفغان الذين ساعدونا خارج البلاد"، مشدداً على "نشر قوات عسكرية إضافية لدعم هذا الجهد.. هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله الآن لوقف إراقة الدماء التي تسبب بها قرار الرئيس بايدن".
وكان مسؤول في الحكومة المحلية أعلن أن حركة طالبان استولت على مدينة قندهار، وعلى لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب أفغانستان. كذلك سيطر مقاتلو الحركة على هرات غرب البلاد.
وكانت مصادر رسمية أعلنت أمس أنّ الولايات المتحدة الأميركية تدرس نقل سفارتها إلى مطار كابول مع "تدهور الوضع الأمني في أفغانستان".
كما أكد مسؤول عسكري في البنتاغون "توجُّه نحو 3000 عسكري إلى أفغانستان لتوفير الحماية لانسحاب الرعايا الأميركيين والدبلوماسيين من السفارة الأميركية في كابول".