خطر المجاعة يهدّد أفريقيا ومناطق أخرى بسبب الأزمة الأوكرانية
خبراء اقتصاديون يحذّرون من مجاعة تهدد مناطق في أفريقيا والعالم جراء الأزمة في أوكرانيا وتبعاتها على صعيد تأمين حاجة الأسواق من الغذاء.
قال كبير الاقتصاديين في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، عارف حسين، إنّ "تداعيات الأزمة الأوكرانية ستضرب أجزاءً مختلفة من العالم"، بحسب صحيفة "الغارديان".
وأوضح حسين أنّ "أسعار الحبوب والنفط تتصاعد بسرعة، بل وتتجاوز المؤشرات التي لم يتم ملاحظتها منذ أزمة الغذاء والوقود عام 2008".
ويواجه العالم ارتفاعاً سريعاً في أسعار المواد الغذائية بسبب الأزمة الأوكرانية، ومقارنة بالوضع بعد الأزمة المالية العالمية لعام 2008، يهدد انقطاع إمدادات المحاصيل من روسيا وأوكرانيا بتفاقم الوضع الحالي في عدد من المناطق والبلدان بشكل متفاوت.
فقد أشارت "الغارديان" إلى أنّ "أسعار المواد الغذائية حول العالم كانت ترتفع حتى قبل تفاقم الوضع في أوكرانيا، وتعتبر أزمة المناخ ووباء كوفيد-19 كأسباب لذلك، ويضاف إلى هذه العوامل الآن خطر تعطيل موسم الزراعة في أوكرانيا وفرض حظر مؤقت على صادرات الحبوب من روسيا".
وتستحوذ أوكرانيا الآن على 10% من إمدادات القمح العالمية و 15% من سوق الذرة، وتعد روسيا أكبر مُصدّر للحبوب، وأحد رواد تصدير بذور عباد الشمس، وفي الوقت نفسه، تشكل إمدادات القمح من منطقة البحر الأسود 40% من إمدادات منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد بالفعل.
وحذر جيلبرت أونغبو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، من أنّ "الأزمة المستمرة قد تَحدّ من معروض المحاصيل الرئيسية وتؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء والجوع".
وأضاف أنغبو "قد يعرّض ذلك الأمن الغذائي العالمي للخطر ويزيد التوترات الجيوسياسية".
وشدّد على أنّ "العواقب ستكون وخيمة بشكل خاص بالنسبة لأولئك الذين يكافحون بالفعل لإطعام أسرهم".
وتفاقمت أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق بسبب العوامل الطبيعية، ففي العام الماضي، واجهت كندا، وهي إحدى الدول الرائدة في تصدير الحبوب، الجفاف والحرارة، ولوحظت مشاكل مماثلة في أميركا اللاتينية، وغطت الولايات المتحدة حرائق الغابات وغيرها من الكوارث، وتعاني أستراليا الآن من الفيضانات، التي تؤثر عواقبها على الزراعة في المستقبل.
وقال المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في شرق أفريقيا مايكل دانفورد: "تعتبر منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي الأقرب إلى المجاعة في الوقت الحالي، بعد أن دمّرت ثلاثة مواسم ممطرة المحاصيل وتسببت في خسائر فادحة في الثروة الحيوانية، وأدّى نقص المياه والمراعي إلى صراعات بين المجتمعات، والتنبؤات حتى الآن لا تشير إلا إلى العواقب السلبية".
وحذر من أنّ "المحاصيل تموت، والماشية تموت، والجوع يتزايد مع تكرار موجات الجفاف التي ضربت القرن الأفريقي، ويستدعي الوضع عملاً إنسانياً فورياً ودعماً مستداماً لبناء قدرة المجتمعات على الصمود في المستقبل".