موقع والاه: صواريخ دقيقة موجهة إلى قواعد الجيش الإسرائيلي

فيلم حزب الله جاء بعد أقل من 24 ساعة على المعلومات الأجنبية حول مهاجمة سلاج الجو الإسرائيلي ضد التمركز الإيراني في سوريا. حزب الله كما إيران يفهم أن نظام الأسد يفضل التركيز على إعادة الإعمار والاستقرار، والتطرق أقل للهجمات المنسوبة لإسرائيل، بالشكل الذي يلزمه بالرد عسكرياً ومن هنا الطريق إلى حرب مقتضبة.

حزب الله يملك صواريخ ذات رؤس حربية متفجرة أكبر بكثير من تلك التي تملكها حماس، والدمار في الجبهة الداخلية سيكون وفقاً لذلك

نشر حزب الله الجمعة الماضي فيلماً في إطار الحرب على الوعي ضد إسرائيل، والتي عرض فيه أهداف للحرب المقبلة ضد إسرائيل عبر إطلاق صواريخ. لائحة الأهداف التي عرضها الحزب في الفيلم الذي استثمر فيها الكثير من الأفكار والمواد الخام والتي جزء منها أخذ من غوغل، تضمنت قاعدة بلماحيم وتل نوف ورمات داوود ونفاتيم وحتسور ومقر مركز الأبحاث النووي في ديمونا وحاويات الأمونيا في خليج حيفا وقاعدة معسكر هيئة الأركان في تل أبيب.

في المؤسسة الأمنية يتعاملون بجدية مع كل التهديدات التي تتطور في أنحاء لبنان، والتي ترسل أيضاً عبر وسائل إعلام ضد إسرائيل. في المرة الأخيرة التي نشر فيها حزب الله أفلاماً أعلن فيها عن نواياه احتلال مستوطنات عند الحدود مع لبنان، صرح أمين عام الحزب عن ذلك علانية، وعندها بسرعة تحولت تلك التهديدات إلى خطة عملية منظمة في الجيش الإسرائيلي مع استجابة متعدد المقاييس، وذلك في حال تدهور الوضع الأمني إلى معركة.

فيلم حزب الله جاء بعد أقل من 24 ساعة على المعلومات الأجنبية حول مهاجمة سلاج الجو الإسرائيلي ضد التمركز الإيراني في سوريا. حزب الله كما إيران يفهم أن نظام الأسد يفضل التركيز على إعادة الإعمار والاستقرار، والتطرق أقل للهجمات المنسوبة لإسرائيل، بالشكل الذي يلزمه بالرد عسكرياً ومن هنا الطريق إلى حرب مقتضبة.

من هنا يمكن الإستنتاج أن الفيلم الذي عملية عليه المعدون من حزب الله من خلال استخدام صور القمر الصناعي، كشف لنقل رسالة إلى إسرائيل أنه بإمكان المنظمة الشيعية في لبنان أن تجبي من إسرائيل ثمناً باهظاً في حال استمرت بضرب السيد الإيراني ومصالح حزب الله. وفي إطار المصالح نفسها يفعل حزب الله آلاف المقاتلين في سوريا.

فيلم كهذا يرتبط جيدا بتصريحات (السيد) نصر الله العلنية في مسألة مهاجمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية في المعركة المقبلة. "إذا كان في حرب 73 أديرت المعارك في الجبهة وسكان تل أبيب يحتسون القهوة فإن هذا الأمر لن يحصل في الحرب المقبلة". ولفهم مدى جدية الأمين العام لحزب الله يجب أن نفحص هجوم حماس وباقي المنظمات الإرهابية من غزة على إسرائيل. في غضون 44 ساعة أطلقوا نحو النقب الغربي وأجزاء أخرى جنوب إسرائيل أكثر من 500 صاروخ. بعضهم اخترقوا منظومة القبة الحديدية.

المعركة ضد حزب الله ستبدو مختلفة تماماً. بغض النظر عن مساعي حزب الله لامتلاك صواريخ دقيقة، فإن المنظمة الإرهابية هذه تملك ترسانة كبيرة جداً من الصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى التي ستتسبب بضرر كبير للجبهة الداخلية الإسرائيلية. حتى أيضاً لمراكز القوة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ولمواقع أخرى حساسة على نحو خاص. حزب الله يملك صواريخ ذات رؤس حربية متفجرة أكبر بكثير من تلك التي تملكها حماس، والدمار في الجبهة الداخلية سيكون وفقاً لذلك.

وفي ظل واقع كهذا، فإن المعركة المقبلة ستتطلب من المستوى السياسي أن يوعز بتفعيل بطاريات القبة الحديدة تحت سياسة حكيمة ومتوازنة تسمح بأداء عمل متواصل للجيش على نحو عام وسلاح الجو على نحو خاص لكن أيضاً بالدفاع عن المدنيين. ليس لدينا عدد لا ينتهي من القبة الحديدية، ولكل بطارية عدد محدود من الصواريخ المعترضة. لذلك فإن تفعيلها الصحيح سيكون مصيرياً. الجبهة الداخلية ستصاب على نحو لا سباق له، لكن على نحو أساسي الحساسية ستكون حيال قواعد سلاح الجو والبنية التحتية الحساسة في إسرائيل.

سيطلب من الجيش الرد بقوة كبيرة وبعدائية استثنائية من الجو والبر، ليغطي نطاقاً كبيراً من الأهداف الإرهابية في الوقت نفسه، والمطلوب منه دراسة مناورة برية إلى عمق أرض العدو وعدم التلكؤ كما حصل في حرب لبنان الثانية.

https://news.walla.co.il/item/3204228