فراس الخطيب... هذا النجم الذهبيّ
رغم بلوغه 37 عاماً لا يزال نجم منتخب سوريا، فراس الخطيب، يراكم إنجازات وراء إنجازات. التوصيف الصحيح للخطيب أنه لاعب أسطوريّ في الملاعب السورية والكويتية والعربية ومنتخب سوريا.
كَبُر فراس الخطيب سناً. أصبح في السابعة والثلاثين. لكن نجم الكرة السوري لا يزال شاباً في الملعب ويراكم إنجازات وراء إنجازات. لكي تعرف أن اللاعب نجم كبير انظر إلى مردوده عندما يتخطّى عامه الثلاثين. الخطيب تخطّى الثلاثين بكثير ولا يزال يعرف الطريق إلى الشباك. صحيح أنه لم يعد كما ذي قبل، وهذا أمر طبيعي، تحديداً من الناحية البدنية، لكنه مقارنة بسنه الحالية يقدّم أكثر ما هو مطلوب منه لا بل "يصنع المستحيل". هو، إذاً، نجم كبير. كان كذلك سابقاً، وهو كذلك حالياً.
قبل أيام كان الخطيب يساهم في قيادة منتخب سوريا لفوز كبير على الفليبين 5-2 في انطلاق مشوار "نسور قاسيون" في التصفيات المزدوجة المؤهّلة إلى مونديال 2022 وكأس آسيا 2023. دخل التاريخ عندما أصبح أول لاعب سوري وآسيوي وثاني لاعب عربي بعد الحارس المصري عصام الحضري وسابع لاعب في التاريخ بعد الحضري والإيرلندي الشمالي بات جينيغز والحارس الإيطالي جيانلويجي بوفون ولاعبَي ترينيداد وتوباغو دوايت يورك وروسيل لاتابي والبنمي فيكتور مينديتا يشارك في 6 تصفيات مونديالية منذ تصفيات مونديال 2002 وكان هدفه الأول أمام لاوس عام 2001. بعد 18 عاماً، قبل أيام، سجّل أيضاً هدفاً أمام الفليبين وواصل كتابة التاريخ كهداف سوريا الأول على مرّ الأزمنة بـ 36 هدفاً.
عندما نحكي عن إنجازات الخطيب التاريخية فهي لا تتوقف على نطاق الجغرافيا السورية بل تتعداها إلى الكويت. هناك يُعَدّ ابن مدينة حمص الهداف التاريخي للدوري الكويتي وأفضل هداف في البطولة 4 مرات، هو الذي تنقّل بين أبرز الأندية الكويتية بدءاً من النصر عام 2002 فالعربي والسالمية والقادسية. باختصار، فإن الخطيب أفضل محترف عرفته الملاعب الكويتية في تاريخها.
بالتأكيد فإن ذاك الشاب الذي برز في بداياته مع الكرة في نادي الكرامة الحمصي كلاعب مهاري وهداف من الطراز الأول في الملاعب السورية لم يكن يعتقد أنه سيصل إلى المرتبة التي وصل إليها في مسيرته المميزة كواحد من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة السورية وواحد من أفضل اللاعبين الذين عرفتهم الكرة العربية.
التوصيف الصحيح للخطيب أنه لاعب أسطوريّ في الملاعب السورية والكويتية والعربية ومنتخب سوريا. هو الآن لاعب أسطوري لا يزال في الملاعب. إذاً، كل دقيقة يلعبها الخطيب مع منتخب سوريا حالياً لا تُقدَّر بثمن. كل كرة رائعة يمررّها، كل مراوغة يقدّمها، كل هدف يسجّله يساوي ذهاباً. من الآن حتى موعد الاعتزال لا يجدر على الجماهير السورية أن تضيّع لحظة واحدة يكون فيها الخطيب في الملعب مرتدياً قميص سوريا. هذا أقلّ شيء تجاه نجم مثل فراس الخطيب.