ترامب ينتظر اتصالاً...وظريف: لن تكون هناك حرب لأن طهران لا تريدها
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يقول إنه "لن تكون هناك حرب في المنطقة لأن الإيرانيين لا يريدون الحرب ولا أحد يتوهم أنه قادر على مواجهة إيران"، وقائد حرس الثورة اللواء حسين سلامي يؤكد أن بلاده "قادرة على الحاق الهزيمة بالعدو في الحرب الأمنية"، بالتزامن مع إعلان مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي أن دونالد ترامب ينتظر اتصالاً هاتفياً من إيران، لافتاً إلى أن بلاده لم تتلق أي رد إيراني بشأن إجراء مفاوضات مباشرة.
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه "لن تكون هناك حرب في المنطقة لأن الإيرانيين لا يريدون الحرب ولا أحد يتوهم أنه قادر على مواجهة إيران".
ظريف قال في ختام زيارته للصين إن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنه لا يريد الحرب لكن هناك أشخاصاً محيطين به يدفعون باتجاه الحرب بذريعة أنهمْ يريدون أميركا قوية مقابل إيران".
من جهته، أكد قائد حرس الثورة اللواء حسين سلامي خلال كلمة له في احد مقرات الحرس الثوري "نحن نخوض حرباً أمنية حقيقية مع أميركا وأعداء الثورة الاسلامية والنظام الايراني، وقادرون على الحاق إلهزيمة بالعدو في هذه الحرب الأمنية".
وكان مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي قال إن دونالد ترامب ينتظر اتصالاً هاتفياً من إيران، لكنه لفت إلى أن بلاده لم تتلق أي رد إيراني بشأن إجراء مفاوضات مباشرة.
واعتبر المسؤول الأميركي أنه "يتعيّن على طهران التخلص من التصعيد والذهاب إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة".
ظريف قال إن سياسة أميركا أولا تحولتْ الى سياسة إسرائيل أولا أو سياسة الحكام الرجعيين في المنطقة أولا
بدورها نقلت مجلة "تايم" الأميركية عن مسؤولين عسكريين أميركيين في البنتاغون أنه لا خطة لمواجهة إيران.
المجلة أكدت على لسان مصادرها أنه لم يجر اتصال مع السعودية وقطر والكويت بشأن استضافة مئة وعشرين ألف جندي أميركي إضافي أو طائرات أو بشأن المساعدة في تحمل التكاليف المترتبة.
وأكد دبلوماسيان للمجلة أنه لم تبذل جهود لتشكيل تحالف عسكري شارحين أنه ليس واضحاً على الإطلاق من الذي قد يكون مستعداً للانضمام إلى مثل هذا التحالف بحسب المجلة المذكورة.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن ما وصفه بـ "الإعلام المزيف ينشر معلومات خاطئة بشأن التعامل مع إيران"، نافياً الأنباء عن وجود خلافات داخل إدارته.
مواقف ترامب هذه جاءت في وقت يطالب فيه قادة الكونغرس بتفاصيل مقنعة حول المعلومات الاستخبارية التي استندت إليها الإدارة في التصعيد العسكري مع إيران.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أنّ الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب أبلغ وزير الدفاع بالوكالة باتريك شانهان أنه "لا يريد الحرب مع إيران".
جاء ذلك قُبيل لقاء ترامب الرئيس السويسريّ أولي ماورر في البيت الأبيض في زيارة لم تكن مقرّرة على جدول أعمال الرئيسين، حيث بحثا التطورات في المنطقة وفنزويلا.
وكانت شبكة "سي ان ان" الأميركية قالت إن ترامب سيبحث مع نظيره السويسريّ "فتح قناة اتصال يمكنُه من خلالها التحدث مع الإيرانيين".
في المقابل، شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي على أن رسالة الشعب الإيراني هي "ألا استسلام أمام الضغوط الأميركية غير المشروعة وغير القانونية".
وأضاف في تغريدة على تويتر أن إيران "ليست الساحة المناسبة لكي يجرب المستبدون سياساتهم القائمة على التهديد"، داعياً واشنطن إلى الالتزام بتعهداتها في الاتفاق النووي وقرارات مجلس الأمن عوضاً عن التهديد.
The message from the Iranian people is that we will not succumb to illegal and illegitimate pressure.These tactics have failed for 40 years. There is no place for bullies,young or old. Instead of pursuing threats,the US should honor it's obligations under #JCPOA & #UNSCR_223 .
— S.A MOUSAVI (@SAMOUSAVI9) May 17, 2019
واستبعد وزير الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف أمس الجمعة إمكانية إجراء أيّ حوار مع الولايات المتحدة.
وقال ظريف في حديث له من الصين، إن بلاده "لا تسعى إلى الحرب، لكنها تدافع عن مصالحها بقوّة"، مؤكداً أنّ "تطبيع العلاقات الاقتصادية مع إيران هو السبيل الوحيد للحفاظ على الاتفاق النووي".
واعتبر أن الحفاظ على الاتفاق النووي يتم عن طريق الإجراءات العملية وليس عن طريق إعلانات الدعم فقط لهذا الاتفاق.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم المجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني أن ما نقل عن أحد النواب عن ضرورة خفض التوتر في المنطقة هو رأي شخصي لا يعبّر عن الموقف الرسمي،مشيراً إلى أن المؤسسة الوحيدة التي تملك الصلاحية لإبداء وجهة نظر في المسائل الاستراتيجية هي المجلس الأعلى للأمن القومي.
ويأتي هذا التصريح عقب تغريدة على موقع تويتر لرئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني حشمت الله فلاحت بيشه قال فيها إنه يجب على إيران والولايات المتحدة الجلوس إلى طاولة طوارئ في العراق أو قطر لإدارة التوتر.
معلومات عن موافقة السعودية ودول الخليج على إعادة انتشار القوات الأميركية
وفي التداعيات، أنهت أسعار النفط العالمية أسبوع التداولات على مكاسب كبيرة مدعومة من تهديد متزايد للشحنات الواردة من منطقة الخليج بسبب التوترات السياسية بين واشنطن وطهران.
وطغى تصاعد التوتر على عوامل وتطورات كان من شأنها أن تدفع أسعار النفط إلى الهبوط هذا الأسبوع مثل زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأميركية.
وحذرّت واشنطن شركات الطيران المدني من مخاطر التحليق فوق منطقة الخليج مع استمرار تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.
إدارة الطيران الأميركية وفي بيانها قالت إن التحذير يأتي وسط تزايد التوترات في المنطقة، مشيرة إلى أن ذلك قد يشكل خطراً على الرحلات الجوية الأميركية "إما لعدم تمييز هوية الطائرة أو لإساءة التقدير".
ميدانياً، وبحسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن مصادر مطلعة، وافقت السعودية وعددٌ من دول مجلس التعاون الخليجي على طلب الولايات المتحدة لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج وعلى أراضي دولٍ خليجيةٍ.
وكانت العاصمة البحرينية قد شهدت أمس (الجمعة) اجتماعاً عسكريا أميركياً خليجياً لمناقشة أمن الملاحة البحرية والتدفق الحر للتجارة في المنطقة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام خليجية.
في السياق، حذّرت البحرين مواطنيها اليوم السبت من "السفر إلى إيران أو العراق في الوقت الراهن، نظراً للأوضاع غير المستقرة التي تشهدها المنطقة والتطورات الخطيرة والتهديدات القائمة وما تحمله من مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار"، وفقاً لما جاء في بيانٍ لوزارة الخارجية البحرينية.
ودعت الوزارة أيضاً "المتواجدين هناك إلى المغادرة فوراً ضمانًا لأمنهم وحفاظًا على سلامتهم"، وفق تعبيرها.