آيزنكوت: بن سلمان التقى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت يؤكد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التقى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، ويتطرق في سلسلة لقاءات مع صحف إسرائيلية إلى الحرب المحتملة مع حزب الله وسوريا والاتفاق النووي الإيراني وتطورات الساحة الفلسطينية.
أكّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التقى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شابات.
وتحدث آيزنكوت لصحيفة "معاريف" عن تطابق مصالح مع السعودية في مواجهة "التهديد الإيراني"، مضيفاً أن هناك تعاوناً استخبارياً وأمنياً إسرائيلياً مع الدول التي تربطها بها اتفاقيات سلام (مصر والأردن).
آيزنكوت الذي أدلى بتصريحات لعدد من الصحف الإسرائيلية لم يعط أية تفاصيل عن لقاء بن سلمان مع شابات ولم يحدد مكان لقائهما.
ولاحقاً قام موقع صحيفة معاريف بحذف السؤال والجواب المتعلقين بلقاء بن سلمان مع بن شابات.
ولم يوضح آيزنكوت فيما إذا قد التقى هو أيضاً بولي العهد السعودي، لكنه قال رداً على سؤال حول ما إذا كان "بن سلمان قد التقى بمسؤولين إسرائيليين وأنت واحد منهم؟" بالقول "نعم، مع مئير بن شابات".
وسبق للإعلام الإسرائيلي أن تحدث عن زيارة قام بها ولي العهد السعودية إلى فلسطين المحتلة التقى خلالها بمسؤولين إسرائيليين، لكن الرياض نفت لاحقاً هذه التقارير.
"צבאית אנחנו בלתי מנוצחים": גדי איזנקוט בראיון מיוחד למעריבhttps://t.co/rI8lMQTcbo
— מעריב אונליין (@MaarivOnline) March 30, 2018
من جهة ثانية كشف آيزنكوت أن لديه صوراً مع رئيس الأركان المغربي و"فيها مصافحات وعناق" وفق تعبيره.
وكان لافتاً إجراء رئيس الأركان الإسرائيلي مقابلة مع موقع صحيفة "إيلاف" السعودي في وقت سابق بمقر هيئة الأركان الإسرائيلية بتل أبيب، تداولتها أكثر من وسيلة إعلام إسرائيلية، مقتبسة بعضاً مما جاء على لسان إيزنكوت، خاصة فيما يرتبط بالعلاقة بين الرياض وتل أبيب وقول الجنرال الإسرائيلي حرفياً إن "هناك توافقاً تاماً" بين إسرائيل والسعودية وأنها لم تكن يوماً من الأيام عدوة.
سنهاجم لبنان إن اقتضت الضرورة ولن يكون هناك حصانة للمدنيين
آيزنكوت وفي سياق مقابلاته مع الصحف الإسرائيلية عرّج على ما تمّ تداوله في الأشهر الأخيرة عن عدوان إسرائيلي محتمل على لبنان، وقال إنّ الجمع بين القدرات المتطورة جوياً واستخبارياً وتكنولوجياً في البر والبحر سيمكّن جيش الاحتلال من "الانتصار في سيناريو حرب مع حزب الله"، التي يمكن أن تنزلق من لبنان إلى الجبهة السورية أيضاً.
ويعتقد آيزنكوت أنّ الجيش الإسرائيلي سينجح في تجنيد وحداته الاحتياطية بسرعة وفعالية في الحرب المقبلة، مضيفاً "لا يمكن مقارنة شيء من قدرات الجيش الإسرائيلي بما كان في 2006، في مهاجمة الأهداف، وفي الدفاع ضد الصواريخ، وفي الاستخبارات".
وقال آيزنكوت لصحيفة يديعوت أحرونوت إنّ لدى الجيش الإسرائيلي بنك أهداف يقدّر بالآلاف موضحاً أنّ القدرة الهجومية له باتت سبعة أضعاف ما كانت عليه في عدوان تموز 2006.
لكن رئيس الأركان اعترف بأنّ الإسرائيليين لا يفهمون عمق خطورة تهديد الصواريخ من الشمال خلال الحرب، ودعا إلى عدم تخويفهم كل يوم بسيناريوهات رعب جديدة.
وبحسب آيزنكوت فإنّ إسرائيل مضطرة لمواجهة حالة طوارئ على مدى أسابيع معدودة وأنّ الواقع في الجبهة الداخلية سيكون أصعب مما كان عليه في حرب لبنان الثانية وأنّ "عدو إسرائيل" شخّص نقطة ضعفها في الجبهة الداخلية وستكون هدفاً له.
وتابع "من الصحيح أن نطلب من لبنان تحمل المسؤولية كدولة عما يجري في أراضيها.. وأنا أؤيد الرأي القائل بأنه إذا اقتضى الأمر، سنهاجم أعداءنا في لبنان".
ويضيف "هناك ضربة فتاكة لحزب الله في كل لبنان، وفي بيروت على وجه الخصوص. من خط الزهراني إلى الجنوب منه هناك 240 مدينة وبلدة وقرية شيعية فيها مواقع لحزب الله. سيكون هناك الكثير من الدمار في هذه المناطق. كل شيء يستخدمه حزب الله في لبنان سيُدمّر. سندمّر عشرات الأبراج في بيروت يقيم فيها عناصر حزب الله، وهذه ستكون صورة الدمار التي لن ينساها أحد في المنطقة. إذا كانت هناك حرب أخرى في لبنان، سنضرب أهداف حزب الله، ولن نمنح الحصانة للمحيط المدني".
الأسد تفوّق في الحرب وإيران تحسّن الدفاعات الجوية لحزب الله
وتعليقاً على حادثة إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة F16 الإسرائيلية قبل أقلّ من شهرين قال آيزنكوت إنّه يرفض التحليل السائد بأن إسرائيل كانت قريبة من الإنزلاق إلى حرب في ذلك اليوم.
وبحسب رئيس الأركان الإسرائيلي فإنّ "التصميم السوري الجديد" ينبع من التفوق الذي حققه الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب في سوريا ومن "الجهد الإيراني لتعميق الوجود العسكري في سوريا كجزء من رؤيتهم بعيدة المدى".
وأضاف لصحيفة هآرتس "لقد فهموا -الإيرانيون- أن سوريا تنتقل إلى مرحلة جديدة وأرادوا تأسيس قدرات في القواعد الجوية والبحرية والاستخبارات".
وتطرّق آيزنكوت إلى دعم إيران لحزب الله وقال إن طهران تحاول الدفع قدماً بتعزيز قدراته الصاروخية وتحسين الدفاعات الجوية للحزب، مهدداً بأن إسرائيل "لن تسمح" لحزب الله بالحصول على "أسلحة متطورة" وتعمل بصورة مكثفة لمنع نقل هذه القدرات إلى لبنان.
"أهم تهديد عسكري على دولة إسرائيل يأتي من الجبهة الشمالية، مثلث إيران – سوريا – لبنان"، على حد قوله.
إيران لم تخرق الاتفاق النووي
وحول الاتفاق النووي الإيراني يقول آيزنكوت إنّ طهران لم تخرق الاتفاق، لكنّ إسرائيل "تفترض" أن إيران يمكنها أيضاً العمل بهدوء.
وأوضح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنّ مراقبة التطورات في إيران هي "المهمة الأولى للجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية" مضيفاً "نحن نستثمر موارد ضخمة كي يكون لنا مستوى عالٍ جداً من المعلومات الاستخبارية عن إيران، فضلاً عن القدرات التنفيذية".
كما نوه إلى أنّ البرنامج الصاروخي الإيراني يشكّل "مصدر قلق كبير لكل من أوروبا ودول الخليج أيضاً".
واعتبر آيزنكوت أنه "من غير المناسب أن يصرّح العسكريون في موضوع الاتفاق النووي، رئيس الحكومة يقود خياراً دولياً، ونحن ندعمه ولا نضع له العصي في العجلات. نحن نقدّم رأينا في الغرف المغلقة".
وبحسب رئيس أركان الاحتلال فإنّ "إيران بعيدة جداً عن القدرة النووية، وهي تشكل تحدياً آخر -لإسرائيل-، أولاً وقبل كل شيء بسبب المسافة البعيدة. وثانياً لأنها تشكّل قضية عالمية، وكما لدى إسرائيل مصلحة في منع القدرة النووية عن إيران، فإنّ للأمريكيين مصلحة في ذلك أيضاًَ، وإيران كانت ولا تزال مَهَمَّة مركزية للجيش الإسرائيلي في العقد الأخير، وكذلك اليوم".
إسرائيل مستعدة عسكرياً لمواجهة مرحلة ما بعد عبّاس
وحول التطورات الميدانية والسياسية على الساحة الفلسطينية تحدث آيزنكوت لصحيفة يديعوت أحرونوت عن سيناريو تدهور الأوضاع المحتمل في فلسطين خاصة على السياج الفاصل بين الأراضي المحتلة وقطاع غزة في ذكرى يوم الأرض حيث دعا الفلسطينيون إلى الخروج في مسيرة العودة الكبرى، وقال إنّ إسرائيل لن تسمح "بخرقٍ جماعي والمسّ بالسياج والوصول إلى المستوطنات" وأنّ التعليمات صدرت باستخدام الكثير من القوة لمنع ذلك.
وأشار إلى أنّ المتظاهرين الذين سيصلون إلى السياج اليوم الجمعة، سيرون عائقاً كبيراً تم بناؤه في الأيام الأخيرة، إذ أنّ هناك المزيد من التسييج والعوائق والكثير جداً من القوات الإسرائيلية.
وأضاف أنه من الصعب الحديث عن غزة من دون الحديث عن الساحة الفلسطينية بأسرها، واعتبر أنّ "تغيير الأجيال في المناصب العليا للسلطة الفلسطينية هو مصدر قلق كبير"، إذ أن المصلحة الإسرائيلية هي في استمرار وجود سلطة فلسطينية فاعلة.
وأبدى رئيس الأركان استعداد إسرائيل عسكرياً لأيّ "حالة فوضى في حال حصول انفجار على معركة الخلافة بعد -الرئيس الفلسطيني محمود- عباس...لدينا خطط تنفيذية في حالة انهيار السلطة الفلسطينية".