خامنئي: المشاركة الشعبية الواسعة في ذكرى انتصار الثورة رد قاطع على الأعداء
المرشد الإيراني علي خامنئي يشكر في بيان له الشعب الإيراني على المشاركة الواسعة في مسيرات الذكرى الـ 39 لانتصار الثورة الإيرانية، ويعتبر أن المشاركة الشعبية الواسعة فيها تشكل رداً قاطعاً وحاسماً على الأعداء.
شكر المرشد الإيراني السيد علي خامنئي شعبه على المشاركة الشعبية الواسعة في ذكرى انتصار الثورة، معتبراً أن هذه المشاركة تشكّل رداً قاطعاً وحاسماً على الأعداء.
وفي بيان له الأحد، قال خامنئي إن "الأعداء كانوا يسعون إلى إفقاد ذكرى انتصار الثورة رونقها وجعلها مضادة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، "لكن الشعب الإيراني أثبت للأعداء فعالية وديناميكية الثورة والتزامه بمبادئ الأمام الخميني".
وأكّد خامنئي أن عظمة الشعب الإيراني ستجبر الأعداء على التراجع والعزم الراسخ للإيرانيين سيخلط معادلات العدو الخاطئة، داعياً المسؤولين الإيرانيين إلى أن يقدّروا عالياً هذه الظاهرة الفريدة ويعملوا بروح ثورية وعمل جاد على خدمة الشعب الإيراني والدفاع عن شعارات الثورة.
وقال المرشد الإيراني "علينا كمسؤولين أن نبذل الجهود كي لا نتأخر عن الشعب الذي ينتظره مستقبل مشرق".
روحاني: الثورة انتصرت بفضل وحدة الشعب
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكّد أنّ الثورة الإسلامية انتصرت بفضل وحدة الشعب، مشدداً على الحاجة اليوم إلى كل الأصوليين والإصلاحيين والمعتدلين وكل القوميات والمذاهب.
وأضاف روحاني في كلمة له بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ39 لانتصار الثورة الإسلامية اليوم الأحد في ساحة "آزادي" بالعاصمة الإيرانية طهران "كلنا شعب واحد وشعارنا واحد ونسعى لتفوق الثقافة والهوية الإيرانية الإسلامية في نفوس شبابنا".
وشدد "كي نحافظ على الثورة والنظام والبلد، ليس هناك من طريق سوى المشاركة الفعالة للناس في صنع القرار، وذلك من خلال الانتخابات"، وطالب كل الموسسات وصنّاع القرار "بتسهيل طريق المشاركة في الانتخابات"، لافتاً "إذا كانت هناك مشكلة قانونية فلنصحّح القانون".
ونوّه رحاني إلى تحقيق نجاحات كبيرة ضد الإرهابيين وداعش في المنطقة، مشيراً إلى أنّ المتآمرين كانوا يريدون تقسيم بعض البلدان. وقال،"ساعدنا الشعبين السوري والعراقي، وتمّ انقاذ شعوب المنطقة من الإرهاب، في حين هم كانوا يريدون تقسيم العراق والقضاء على وحدته".
الرئيس الإيراني أشار إلى أنّ "الأميركيين أرادوا التآمر على فلسطين والقدس إلاّ أنّ العالم وقف ضد ذلك"، كما لفت إلى أنّ "واشنطن كانت تريد أن تتدخل في أمورنا الداخلية لكن أبناء شعبنا رفضوا ذلك بوحدتهم".
ورأى أنّ أميركا عجزت حتى اليوم عن إفشال الاتفاق النووي، مشدداً "نحن ملتزمون به إلى حين التزام الطرف الآخر".
وحول قدرات إيران بالاكتفاء الذاتي، أكد روحاني "أننا نحو الاكتفاء الذاتي في الكثير من المحاصيل والمنتجات وحققنا أكثر من 200 ألف فرصة عمل العام الماضي".
ولفت روحاني إلى أنّ إنتاج إيران في حقل "بارس" الجنوبي وصل إلى الضعف خلال 4 سنوات، وقال "تقدمنا اليوم على قطر". كما أشار إلى أنّ إيران أصبحت تصنع الصواريخ والرادارات والمضادات الجوية بنفسها وتسير في "الطريق الصحيح".
وفي هذا السياق، قال إنّ شعبه هو شعب عظيم ومقاوم وأن كل القوات المسلحة تدافع عن إيران بقوة.
كما تحدث عن النقلات النوعية في عالم الفضاء الافتراضي والإنترنت، مشيراً إلى أن إيران هي من أكثر الدول تطوراً في المنطقة بهذا المجال.
لاريجاني لترامب: لسنا متخلفين عقلياً مثلك!
رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني وعلى هامش مشاركته في مسيرات في مدينة شيراز خاطب الرئيس الأميركي دونالد ترامب فقال "لسنا متخلفين عقلياً مثلكّ".
وأضاف لاريجاني "ربما نعاني من بعض النواقص في المجال الاقتصادي لكن شعبنا يتمتع بذكاء جيد"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة بصدد "بثّ الخلاف داخل إيران، وفي وثيقتها الاستراتيجية ورد أن التحدي الأكبر لها في المنطقة هي إيران ".
وتابع "أعداؤنا أدركوا أن الشعب الإيراني خصم صعب، ولذلك هم لايتجرأوا على مهاجمتنا، وتهديداتهم ليست سوى كلام وادعاء".
شمخاني: تصدّي الجيش السوري للعدوان الإسرائيلي سيغير قواعد الاشتباك
بدوره، قال أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال مشاركته في المسيرات، إن إسرائيل فهمت أن مرحلة "اضرب و اهرب" إنتهت، مشيراً إلى أن "تصدي الجيش السوري للعدوان الإسرائيلي سيغير قواعد الاشتباك".
وأوضح شمخاني أن "إيران لا تقوم في سوريا بعمليات عسكرية إنما تقدم الاستشارات".
وفيما يخص الاتفاق النووي مع دول الغرب لفت شمخاني إلى أن إيران لن تقبل على الإطلاق بإحداث أي تغيير على الاتفاق بعد أن أيّدت وكالة الطاقة الذرية لتسع مرات التزام إيران به، مشدداً أنه ليس أمام أميركا وباقي البلدان أي طريق سوى "الالتزام" بالاتفاق الذي قبلوا به سابقاً، وأن طهران لن تقبل بإضافة سطر واحد على الاتفاق أو إزالة سطر منه.
ظريف: انتهى زمن اعتداءات إسرائيل
وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف تناول من جهته إسقاط الجيش السوري لطائرة F16 الإسرائيلية في كلمته خلال انضمامه إلى المسيرة في طهران فقال، إن إسرائيل تعوّدت الاستمرار باعتداءاتها دون أن يتم الرد عليها، مشدداً "لقد انتهى هذا الأمر البارحة عبر إسقاط مقاتلة الإسرائيلية".
واعتبر أن الثورة الإسلامية وعبر تواجد الشعب في هذه المنطقة غير الآمنة، استطاعت تحقيق أفضل مستوى للأمن للشعب.
كما أكّد ظريف أن تواجد الشّعب في مواجهة جميع العداوات والضغوط هو أكبر ضامن لعزة إيران، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني أثبت باستمرار دعمه للثورة الإسلامية بما يعد أكبر ثروة لإيران.
الجنرال قاسم سليماني وعلى هامش مسيرات في مدينة كرمان قال في كلمة له إن التطور الحاصل في إيران هو نتيجة شعار "لا شرقية لا غربية"، مضيفاً أنه "على الذين يريدون التواصل مع أميركا أن يعتبروا من الأوضاع المزرية التي تعيشها الدول الحليفة لها، رغم أنها لا تعاني من فرض أي عقوبات".
ورأى سليماني أن الأحداث البسيطة التي جرت في إيران أخيراً، ورغم أنها لم تكن شيئاً بالنسبة للشعب الإيراني، لكنها "أقلقت" شعوب محور المقاومة التي تعوّل على إيران.
العميد فرزاد إسماعيلي قائد مقر خاتم الأنبياء للدفاع الجوي في إيران رأى أن ادعاء إسرائيل حول استهداف طائرة بدون طيار إيرانية "خاطئ"، مشيراً إلى أن "كل دولة مستقلة يعتدى عليها تفعل كما فعلته بطائرة أف 16".
وكان المرشد الإيراني السيد علي خامنئي قد قال إن مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية ستكون لافتة.
ولمناسبة ذكرى الثورة عقد المركز الإسلامي في لندن مؤتمراً بعنوان "فلسطين التاريخ والعقيدة والقانون الدولي". وأكد المشاركون خلاله أن القانون الدولي لا يعترف بقرار ترامب بشأن القدس لأنه اعتداء على سيادة الشعب الفلسطيني، ورأوا أن الإدارة الأميركية غير صالحة كوسيط للتسوية. كما أثنوا على تبني إيران القضية الفلسطينية ومساعدتها الشعب على مواجهة الاحتلال.
#Iranians start #IslamicRevolution victory anniversary rallies https://t.co/2KUweuI6Kw pic.twitter.com/s9OeRIvbyn
— IRNA News Agency (@IrnaEnglish) February 11, 2018
ما هو الصاروخ البالستي "قدر f"؟
وبالتّزامن مع مسيرة إحياء الذكرى استعرضت القوة الجو فضائية التابعة لحرس الثّورة الإسلامية صاروخين باليستيين بعيدي المدى من طراز "قدر F" بمدى ألفَي 2000 كيلومتر وسط العاصمة طهران أمام المشاركين في المسيرة.
وقد تم استعراض هذا الصاروخ عند تقاطع طرق "آزادي" و "شمران"، أمّا خصائص الصّاروخ فهي التالي:
الطّول: 15.86 متر
الوزن المسلّح: 17460 كيلوغرام
وزن الرأس الحربي: 650 كيلوغرام
نوع الوقود: يعمل بالوقود السّائل
القطر: 125 سنتيمتر
نوع الانفصال: ينفصل مرة واحدة مع إمكانية فصل الرأس الحربي
المهمة: صاروخ باليستي أرض-أرض
ߓ蘪صاویر/نمایش #اقتدارموشکی انقلاب اسلامی در مسیر راهپیمایی #22_بهمن pic.twitter.com/MIpv7oiB8l
— خبرگزاری تسنیم ߇締(@Tasnimnews_Fa) February 11, 2018
الثورة الإسلامية تطيح بآخر شاه في إيران
يذكر أن الثورة الإسلامية في إيران بدأت بقيادة الإمام الراحل الخميني التي أطاحت بنظام آخر شاه في إيران عام 1979، شاركت في أحداثها معظم تيارات وشرائح المجتمع، ونقلت البلاد لأول مرة في تاريخها إلى النظام الجمهوري.
استمرت أحداث الثورة الحاسمة قرابة 16شهراً، وتجاوز عدد القتلى خلالها حوالي 60 ألفاً، وشكلت تحولاً سياسياً ووضعت إيران على طريق التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي، وتحقيق حضور مؤثر في مختلف الساحات الإقليمية والإسلامية والدولية.
ويأتي العامل المجتمعي في مقدمة العوامل لقيام الثورة، إضافة إلى العامل السياسي والديني، حيث كانت التغييرات الاقتصادية التي اعتمدها نظام الشاه رضا بهلوي والمبنية على النهج الرأسمالي، وتأثيرها السلبي على الفئات الاجتماعية المختلفة، وقمع الجماعات السياسية وفقدان الحريات العامة، من أبرز العوامل التي مهدت للثورة الإيرانية.
وقد تجلى ذلك في تزاوج السلطة والثروة وتشابك مصالح رجال المال والسياسيين في هرم الدولة، وتفشي الفساد في مؤسسات الإدارة والاقتصاد.
واتهم الشاه بسرقة أكثر من 31 مليار دولار وكانت له ولأسرته مشاريع اقتصادية وبنوك خاصة، وأصبح فسادهم وإسرافهم وبذخهم الشديد مضربا للمثل في العالم.
هذا إضافة إلى تزايد حدة التضخم الاقتصادي، وارتفاع درجة الفوضى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، الأمر الذي شكل عاملاً أساسياً في انفجار موجات الاحتجاج التي تجمعت بتوالي السنوات حتى انفجرت في أحداث ثورة عارمة متلاحقة.