نصر الله: تفجير صيدا بداية خطيرة وكل المؤشرات تدلّ على تورّط إسرائيل
أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يتحدث في خطاب تكريمي للشهداء بمناسبة أربعين الحاج فايز مغنية والد الشهيد عماد والذكرى السنوية لشهداء المقاومة القنيطرة ويؤكد أنّ التفجير الأخير الذي وقع في مدينة صيدا جنوب لبنان بداية خطيرة وأن كل المؤشرات تدلّ على تورط إسرائيل، كما تطرّق نصر الله إلى أزمة التطبيع مع الاحتلال والانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة وآخر تطورات المنطقة.
أكّد الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله أنّ كل المؤشرات تؤكد وقوف إسرائيل وراء تفجير صيدا الأخير جنوب لبنان والذي أدى إلى إصابة أحد كوادر حماس، واصفاً الخطوة بـ "البداية الخطيرة".
وخلال خطاب له بمناسبة ذكرى شهداء القنيطرة وأربعينية الحاج أبو عماد مغنية تمنّى على الدولة اللبنانية التعامل مع تفجير صيدا إذا ثبت ضلوع إسرائيل على أنه خرق للسيادة وعدوان على البلاد.
وتساءل الأمين العام لحزب الله "هل يصحّ غضّ الطرف عن عمليات القتل الإسرائيلية في لبنان وكيف نتغنّى به بلداً آمناً إذا كان كذلك؟.. تفجير صيدا هو بداية خطيرة وأنا أدقّ ناقوس الخطر وعلى الدولة تحديد تصرفها عند حسم التحقيق".
وفيما يتعلق بالاتهامات الأميركية الأخيرة لحزب الله بتجارة المخدرات، ردّ نصر الله بالقول إنها "افتراءات ظالمة ولا تستند إلى أي واقع" وأنها تأتي في سياق تشويه سمعة الحزب، مضيفاً أنّ "الاتجار بها حرام علينا بالنسبة لنا وحتى لو كان بيعها للمجتمع الإسرائيلي".
كما رأى أنّ الاتهامات الأميركية تهدف لتقديم الحزب على أنه "منظمة إجرامية".
ودعا وزارة العدل الأميركية للقيام بتحقيق في لبنان وأمل من المسؤولين اللبنانيين عدم التحريض على حزب الله.
كما أوضح أنّ الحزب قرر عدم القيام بأي عمل تجاري لأسباب عدة، من بينها العقوبات والحرص على رجال أعمال لبنانيين، لافتاً إلى أنه ليس لدى الحزب مال لاستثماره ولا شركات ولا جهات مستثمرة.
وأكد أيضاً أنه لا عمل لحزب الله في مشاريع استثمار تجري في المناطق التي حُررت في سوريا والعراق، وأنّ الحزب لم يفوض أحداً بالقيام بأي استثمار باسمه، على حد تعبيره.
الأمين العام لحزب الله شدد أيضاً على أنّ الحزب أثبت أنه من أهم القوى التي تقاتل الإرهاب والجماعات الإرهابية في المنطقة.
على الإسرائيليين أخذ تحذيرات الدولة اللبنانية بكل جدية
على صعيد آخر، قال نصر الله إن هناك 13 نقطة حدودية مع فلسطين المحتلة متنازع عليها مع الإسرائيليين، ولفت إلى أنّ إسرائيل أرادت استحداث نقاط على الحدود والحكومة اللبنانية رفضت أي استحداث لهذه النقاط.
كما أشار إلى أنّ الحزب يقف إلى جانب الدولة والحكومة والجيش، وأنّ على الإسرائيليين أخذ تحذيرات الدولة اللبنانية بكل جدية.
وفي هذا السياق، أكد الأمين العام لحزب الله أنّ "المقاومة ستقف بحزم إلى جانب الدولة اللبنانية جيشاً وحكومة في رفض أي تغيير في النقاط على الحدود".
رسالة لواشنطن: إذا أردتم عدم عودة داعش أطلبوا من حلفائكم عدم دعمه
من جهة أخرى وصف الأمين العام لحزب الله الإعلان الأميركي ببقاء قواتها في العراق وسوريا تحت عنوان "منع عودة داعش" يؤكد "النفاق الأميركي".
واعتبر أنّ ما جرى في الأيام الأخيرة يؤكد ماهية الأهداف الأميركية في المنطقة، وأن واشنطن أوجدت داعش كذريعة لعودة الأميركيين إلى المنطقة وخصوصاً إلى العراق.
وتوجه الأمين العام لحزب الله للأميركيين بالقول "إذا أردتم عدم عودة داعش أطلبوا من حلفائكم في المنطقة والعالم عدم دعمه وعدم السماح بعودته".
وأشار إلى أنّ القواعد الأميركية في المنطقة ليست هي الحائل دون عودة داعش وما يردده الأميركيون مجرد نفاق ودجل.
مخرج الفيلم الأميركي "ذا بوست" موّل عدوان إسرائيل على لبنان بمليون دولار
وبخصوص أزمة التطبيع مع إسرائيل أكّد نصر الله أنّ لبنان ملتزم بعدم التطبيع داعياً لمعالجة أي إشكال بهذا الصدد تحت أي عنوان كان، وتابع قائلاً "كثيرون في لبنان لن يتسامحوا مع أي خطوة تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل".
ولفت إلى أنه من قرارات جامعة الدول العربية التي لا تنفذها بعض الدول عدم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
وأوضح نصر الله أنّ المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ وهو مخرج فيلم "ذا بوست" الذي سمح بعرضه في الصالات اللبناني بناء على موافقة من وزير الداخلية، أعلن دعمه للعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، وقد دفع من ماله الشخصي مليون دولار.
واعتبر نصر الله أنّ قرار السماح بعرض فيلم المخرج الأميركي في بيروت هو قرار خاطئ آملاً معالجته.
سنحمي قدسنا وأنظمة عربية تضغط على الفلسطينيين من أجل القبول بالفتات
وأضاف أنّ إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مصطلح "الإرهاب الإسلامي "هو من أهم دلائل عدائه للاسلام، رافضاً وصف الإرهاب الأميركي بأنه "إرهاب مسيحي" لأن في ذلك تجنياً كبيراً على المسيحيين.
كما رأى أنّ إهانة ترامب للدول الأفريقية ولهايتي استكمال للاستبداد الأميركيي، لافتاً إلى أنّ الإدارة الأميركية تواصل مساعيها لتصفية القضية الفلسطينية عبر وقف الدعم لوكالة الأونروا بعد قرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وفي سياق متصل، قال نصر الله إن هناك أنظمة عربية تضغط على الفلسطينيين من أجل القبول "بالفتات الذي يعرض عليهم."
نصر الله رفض بالمطلق الهيمنة الأميركية، مؤكداً الوقوف الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني ومواجهة التحديات".
وختم بالقول "سنحمي مقدساتنا وقدسنا ولن نتخلى عن واجبنا".
نستبعد تأجيل الانتخابات
وفيما يخص الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة، قال نصر الله "دخلنا بقوة في مرحلة الانتخابات ونستبعد أن تكون أي من القوى السياسية تريد تطيير أو تأجيل الانتخابات".
ورأى نصر الله أنّ لبنان لا يُحكم بغالب أو مغلوب ولا يصح أن يُعزل فيه أحد ومن مميزات القانون النسبي تمثيل أحجام الكل.
نصر الله رفض بدوره عزل أي فريق حتى ولو كان خصماً سياسياً وأضاف أنّ لبنان يستمر بالحوار والتواصل وعدم الإقصاء.