جمعة الغضب | 888 إصابة و4 شهداء في الضفة وغزة بالغاز السام والرصاص الحي
مواجهات ليلية في أحياء القدس المحتلة مع جنود الاحتلال، ومراسلو الميادين في فلسطين المحتلة يفيدون بوقوع اشتباكات على امتداد قرى ومدن الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48، والحصيلة 4 شهداء فلسطينيين برصاص الاحتلال إثنان بالضفة وآخران بقطاع غزة ومئات الجرحى في عموم الأراضي الفلسطينية.
قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ حصيلة الإصابات التي تعاملت معها الطواقم الطبية في الضفة الغربية من ضمنها القدس المحتلة وقطاع غزة حتى منتصف ليل الجمعة السبت بلغ 888 إصابة.
وبحسب الهلا الأحمر فإنّ مجموع الإصابات التي تم نقلها للمستشفيات بلغ 264 إصابة، ومجموع ما تمّ التعامل معه ميدانياً بلغ 624 إصابة.
وفي الضفة والقدس المحتلة وقعت 661 إصابة بينما بلغ مجموع الإصابات في قطاع غزة 227 إصابة.
واندلعت مواجهات بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في أحياء القدس المحتلة مساء الجمعة ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات في صفوف الشبان الفلسطينيين بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيّل للدموع.
وذكرت مصادر فلسطينية أن طفلاً أصيب في رأسه خلال مواجهات عند حاجز مخيم شعفاط.
وبحسب المصادر فإنّ المواجهات وقعت في أحياء رأس العامود والعيسوية وأبو ديس وعناتا والطور ومخيم شعفاط وحارة السعدية بالبلدة القديمة.
وقد خرج الفلسطينيون في مسيرات كبيرة في عناتا ومخيم شعفاط واستخدم الاحتلال بشكل مكثف قنابل الغاز عند حاجز المخيم، بينما ردّ الفلسطينيون على جنود الاحتلال في حي الطور باستخدام المفرقعات النارية.
وفي وقت سابق أفاد مراسلو الميادين في فلسطين المحتلة بوقوع اشتباكات بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين على امتداد قرى ومدن الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48 ما أسفر عن وقوع أكثر من 400 إصابة بين صفوف الفلسطينيين الذين يخرجون بشكل يومي احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
الهلال الأحمر الفلسطيني قال إنّ إجمالي عدد الإصابات في الضفة الغربية والقدس المحتلة التي تعامل معها بلغ 263 إصابة، 13 بالرصاص الحي، و 61 بالمطاطي، و177 بقنابل الغاز و 12 بوسائل أخرى للاحتلال.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإنّ الرصاص الحي تسبب باستشهاد الشابين ياسر سكر 23 عاماً من الشجاعية شرق مدينة غزة، والشاب ابراهيم أبو ثريا 29 عاماً مبتور القدمين وقد استشهد برصاصة في رأسه خلال محاولته رفع العلم على السياج الإسرائيلي وقد أعدّت الميادين تقريراً عنه في خلال الساعات الماضية.
وبلغ إجمالي الإصابات حتى اللحظة في قطاع غزة أكثر من 145 إصابة بالرصاص الحي منها 5 خطيرة، ووصلت إصابتين بحال الخطر إلى مستشفى رام الله الحكومي.
وقالت مراسلتنا إنّ عشرات المواطنين وصلوا المستشفيات وهم مصابون بالاختناق الشديد شرق رفح جراء استخدام الاحتلال غازاً يؤدي إلى تسريع نبضات القلب والإجهاد والغثيان والسعال الشديد.
وقد طالبت وزراة الصحة الفلسطينية الجهات المعنية بكشف طبيعة هذا الغاز الجديد.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيّل الدموع بكثافة على المتظاهرين الفلسطينيين عند السياج الفاصل مع القطاع، حيث نقلت سيارات الإسعاف العديد من حالات الاختناق نتيجة هذه القنابل.
وفي الضفة الغربية أفادت مراسلة الميادين باستشهاد فلسطيني يبلغ من العمر 28 عاماً من بلدة عناتا شمال شرق القدس، بعد إصابته برصاصة في الصدر خلال مواجهات اليوم.
كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد منفذ عملية الطعن في البيرة برام الله وقالت مراسلتنا إنّ هناك حالة غضب واسعة اجتاحت صفوف الشبان الفلسطينيين بعد تصفية الشاب الفلسطيني بـ 10 رصاصات أطلقها الاحتلال مباشرة على صدره.
وفي المدخل الشمالي للبيرة تصدى شبان فلسطينيون لاعتداءات الاحتلال بالرصاص وقنابل الغاز وكذلك في شوارع بيت لحم وفي مدينة الخليل اشتبك الفلسطينيون مع جنود الاحتلال على المدخل الجنوبي لبلدة سعير شمال المدينة.
مراسلة الميادين في القدس المحتلة بدورها قالت إنّ قوات الاحتلال عززت من إجراءاتها الأمنية المشددة في محيط المسجد الأقصى، مشيرة إلى أن نحو 30 ألف مصلٍ أدوا صلاة اليوم الجمعة في المسجد، وأشارت إلى إصابة فلسطيني جراء اعتداء قوات الاحتلال على المتظاهرين في البلدة القديمة، التي تعمد إلى دفع المحتجين بعنف في محيط المسجد.
كما اعتدى جنود الاحتلال على المتظاهرين وقاموا باعتقال عدد من الشبّان المقدسيين عند باب العامود.
الهلال الأحمر الفلسطيني من جهته، أعلن أنه نقل 23 إصابة على الأقل في القدس ورام الله، متحدثاً عن إصابة بالرأس باعتداء قوات الاحتلال بالضرب على أحد المتظاهرين في باب العامود بالقدس.
وانطلقت التظاهرات في محيط الأقصى برغم محاولات الاحتلال منعها، ونجح المصلون في المسجد في تجاوز الحواجز البشرية لجنود الاحتلال عند مدخل باب العامود، وفق ما قالت مراسلة الميادين التي أكدت أن هذه القوات نشرت الحواجز الحديدية في محيط البلدة القديمة، كما أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز على المحتجين الفلسطينيين عند حاجز قلنديا في الضفة الغربية.
وأشارت مراسلة الميادين إلى أن الاحتلال يقيّد تحرك الصحافيين الفلسطينيين في القدس المحتلة والضفة الغربية لمنعهم من تغطية الحراك الفلسطيني.
الشيخ حمّود: هناك فرصة تاريخية للتوحد من جديد
أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في لبنان الشيخ ماهر حمود وخلال مشاركته في فعّالية بمدينة صيدا جنوب لبنان نصرة للقدس قال "فلنخرج من كل الأوهام والوهم الكبير بأن أميركا راعية السلام والديمقراطية".
وأضاف الشيخ حمود أن "أميركا لم تعد راعية للسلام بل فريق مع الصهيوني ضدنا جميعاً وهو ما قلناه منذ كامب ديفيد"، مشيراً إلى أنها "فرصة تاريخية للتوحد من جديد".
أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة قال إن "المقاومة اليوم تحمل هذه الراية من طهران إلى دمشق إلى غزة وتثبت أنها رأس الحربة بوجه إسرائيل". وقال إن "ما سمي زوراً بالربيع العربي هو بهدف تأمين استمرارية الكيان الصهيوني".
ورأى الشيخ حمود أن "لبنان قد توحّد على القدس بعد تفرق وتمزق وتشتت وهو ما تجسد بالقمة الروحية"، التي عبّرت عن رفضها لقرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وطالبته بالرجوع عن قراره.
الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب قال للميادين بالقرب من الاشتباكات على السياج الفاصل "هناك دول اتخذت قرارات سبقت السلطة الفلسطينية ولا سيما الموقف اللبناني".
وأضاف شهاب أن "على الدول العربية مقاطعة زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس واستقباله بالأحذية".
دعوات لتصعيد الانتفاضة في فلسطين
هذا، ودعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى تصعيد الانتفاضة واستمرار الغضب الشعبي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وطالبت حماس برفع مستوى المواجهة مع الاحتلال وبإشعال المواجهة في كل نقاط التماس.
بدورها دعت حرحة الجهاد ليكون اليوم الجمعة يوم غضب تصعّد فيه الانتفاضة في الضفة والقدس والداخل المحتل عام 48.
ووجهت الحركة نداءها إلى أبناء الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم لاستمرار التظاهرات الداعمة لفلسطين والمناصرة للقدس.
وكان رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنيّة قد طالب المسلمين أمس الخميس بالخروج كل يوم جمعة في تظاهرات غضب، مؤكداً سقوط مفاعيل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكداً أن الحركة ستعزز علاقاتها في المنطقة للتصدّي للمشروع الأميركي الصهيوني، داعياً إلى بناء تحالفات قوية على المستويين العربي والإسلامي.
وكانت قوات الاحتلال أغلقت باب العامود في القدس الخميس واعتقلت عدداً من المعتصمين واعتدت على طواقم الصحافيين، بعد اقتحام مستوطنين المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية، حيث وقعت مواجهات في منطقة أبو ديس بعد محاصرتها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشنّت قوات الاحتلال فجر أمس سلسلة غارات على مواقع عديدة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. ووصف الإعلام الإسرائيلي الغارات بأنها تعدّ الأقوى منذ العدوان على القطاع عام 2014.
مراسل الميادين كان قد أفاد أمس بتنفيذ قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت 367 عاملاً فلسطينياً في الداخل الفلسطيني، في الوقت الذي تجددت فيه الاحتجاجات والتظاهرات المناهضة لقرار الرئيس الأميركي بشأن القدس في بيت لحم والبيرة في الضفة الغربية والشجاعية في غزة.