عون تشاور مع القوى السياسية للتوصل إلى مخرج للأزمة
الرئيس اللبناني ينهي مشاوراته مع القوى السياسية في البلاد للتوصل إلى مخرج لأزمة استقالة وممن ثم تريّث رئيس الحكومة سعد الحريري.
أعرب معظم قادة القوى السياسية في لبنان عن قناعتهم بأن الأولوية في لبنان باتت لإعادة تفعيل عمل الحكومة بعد ثلاثة أسابيع على إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة في بيان متلفز من العاصمة السعودية الرياض ومن ثم عودته إلى بيروت وتريثه في تقديم هذه الاستقالة في إنتظار المشاورات ونتائجها للتاكيد على سياسة النأي بالنفس .
وتركزت المشاورات بحسب ما علم الميادين نت على أمرين أساسيين، الأوّل كيف تفسر القوى السياسية سياسة النأي بالنفس والثاني كيف يمكن للبنان أن ينأى بنفسه عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وكذلك مواجهة الإرهاب.
وأعلن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بعد لقائه الرئيس عون، أنّ "التشاور مهم في حضرة رئيس جمهورية قوي"، وقال "بحثنا في ما يتعلق بحماية لبنان وضمان استقلال قراره واستئناف عمل حكومته وعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها"، مشيراً إلى أنّ "الآراء متطابقة مع الرئيس عون ونأمل أن ننطلق من القول إلى الفعل".
بدوره قال رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط إنّ الرئيس عون أثبت بحكمة كبيرة كيفية الخروج من الأزمة والوصول إلى شاطىء الأمان، ومن الأفضل والحكمة أن لا نشير إلى قضية السلاح (سلاح المقاومة) وهذا أمرٌ غير مجدٍ، والنأي بالنفس يجب أن يكون على صعيد الفعل أكثر من القول".
والتقى عون وزير المالية علي حسن خليل، ممثلاً حركة "أمل" الذي قال بعد اللقاء إنّه "تم التطرق إلى كيفية متابعة المشاورات لإعادة انتظام عمل المؤسسات لا سيما مجلس الوزراء ونحن متفائلون بالوصول إلى تفاهم يعيد العمل في مجلس الوزراء ويجنب لبنان أي خضّة في استقراره السياسي والأمني".
من جهته اعتبر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع أنّ "مسألة النأي بالنفس هي واقع معيوش على مستوى الشرق الأوسط الذي يعيش أزمة كبيرة، ومن المهم أن نفعل كل ما يجب فعله ليبقى لبنان بمنأى عمّا يجري في المنطقة، وعبارة "النأي بالنفس" وردت في خطاب القسم والبيان الوزاري ويجب ان تكون فعلا أكثر منها قولا، و لا يعتقدن أحد أن الأزمة تحل فقط إذا رددنا أننا مع "النأي بالنفس" فقط، فالنأي بالنفس يعني الخروج الفعلي من أزمات المنطقة، ولا أتصور أننا كلبنانيين نطلب الكثير إذا كان مطلبنا الخروج من أزمات المنطقة، وكآراء يمكن كل منا أن يكون له رأيه. فعلى سبيل المثال، نحن سنستمر في بالقول إن النظام في سوريا لا يمكنه أن يستمر، وهذا رأينا السياسي".
وتمنى وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس الذي مثل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على الرئيس عون استمرار عمل الحكومة ومشيراً إلى الالتزام ببيانها الوزاري التزاماً مطلقاً".
وكانت مواقف لعدد من مسؤولي الأحزاب شددت على ضرورة تفعيل عمل الحكومة وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن لبنان في وجه العدوان الإسرائيلي والإرهاب.