146 ألفاً من الروهينغا يفرون من ميانمار إلى بنغلادش
نحو 146 ألفاً من الروهينغا المسلمين يفرون من العنف في ميانمار إلى بنغلادش، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للروهينغا الذين سعوا للجوء إلى هذا البلد إلى 233 ألفاً، بالتزامن مع إعلان زعيمة ميانمار أن "الإرهابيين" يقفون وراء "جبل جليدي ضخم من التضليل"، بشأن العنف في ولاية راخين.
قال مصدر بالأمم المتحدة إن نحو 146 ألفاً من الروهينغا المسلمين فروا من العنف في ميانمار إلى بنغلادش، بعد أن أثارت هجمات لمسلحين من الروهينغا في 25 آب/ أغسطس اشتباكات مع قوات الأمن وأدت إلى هجوم مضاد للجيش.
وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للروهينغا الذين سعوا للجوء إلى بنغلادش إلى 233 ألفاً منذ تشرين الأول/ أكتوبر عندما نفذ مسلحون من الروهينغا هجمات مماثلة على نقاط أمنية لكن على نطاق أصغر.
[VIDEO] Rohingya Muslims flee violence in Myanmar https://t.co/qr3rZpG8YT pic.twitter.com/6mDJFWo5xj
— ANADOLU AGENCY (ENG) (@anadoluagency) ٦ سبتمبر، ٢٠١٧
زعيمة ميانمار: الإرهابيون وراء "جبل جليدي ضخم من التضليل"
واتهمت زعيمة ميانمار أونج سان سو كي "الإرهابيين" بأنهم يقفون وراء "جبل جليدي ضخم من التضليل"، بشأن العنف في ولاية راخين، ولكنها لم تعلّق على فرار نحو 125 ألفاً من مسلمي الروهينغا عبر الحدود إلى بنغلادش.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حذر أمس الثلاثاء من مخاطر حدوث تطهير عرقي أو زعزعة استقرار المنطقة، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى الضغط من أجل ضبط النفس والهدوء.
وفي بيان نشره مكتبه على فيسبوك قالت سو كي إن الحكومة "بدأت بالفعل في الدفاع عن جميع الناس في راخين بأفضل طريقة ممكنة" وحذرّت من أن التضليل قد يفسد العلاقات مع دول أخرى.
وأشارت إلى تغريدات لصور أعمال قتل نشرها نائب رئيس الوزراء التركي وحذفها فيما بعد لأنها لم تكن حتى من ميانمار.
وذكر البيان أن "هذا النوع من المعلومات الزائفة الذي ابتليّ به نائب رئيس الوزراء التركي، كان مجرد طرف جبل جليدي ضخم من التضليل الذي يهدف إلى إثارة مشكلات كثيرة بين الدول المختلفة بهدف الترويج لمصالح الإرهابيين".
وتعرّضت سو كي لاتهامات من منتقدين في الغرب بالتقاعس عن رفع صوتها تأييداً للأقلية التي تشكو الاضطهاد منذ زمن بعيد، وطالب البعض بسحب جائزة نوبل للسلام التي فازت بها عام 1991 بوصفها نصيرة للديمقراطية.
وتقول ميانمار إن "قوات الأمن تنفذ حملة مشروعة ضد إرهابيين مسؤولين عن سلسلة هجمات على مراكز للشرطة والجيش منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي".
ويشكّل الوافدون الجدد إلى بنغلادش عبئاً على وكالات المساعدات والتجمعات السكانية التي تساعد بالفعل مئات الآلاف من اللاجئين من موجات عنف سابقة في ميانمار.
وقالت فيفيان تان المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن "مخيم كوتوبالونج في بنغلادش امتلأ عن آخره، والضغوط شديدة على الموارد في مخيمات أخرى".
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن من الضروري "زيادة المساعدات الإنسانية بصفة عاجلة، والمنظمة والوكالات التي تعمل معها لديها عجز في التمويل الحالي يبلغ 18 مليون دولار للأشهر الثلاثة المقبلة وذلك من أجل تعزيز الخدمات الحيوية للوافدين الجدد".
وقال مصدران بحكومة بنغلادش إن "ميانمار تقوم منذ ثلاثة أيام بزرع ألغام أرضية عبر قطاع من حدودها مع بنغلادش"، وأضافا أن "الغرض من ذلك قد يكون للحيلولة دون عودة الروهينغا المسلمين الذين فروا من العنف في ميانمار".
وأكد المصدران أن بنغلادش "ستتقدم باحتجاج رسمي على زرع الألغام الأرضية على مسافة قريبة جدا من الحدود".
وقال مصدر عسكري في ميانمار إن "الألغام زرعت على امتداد الحدود في التسعينات لمنع التعدي على الأراضي، زالجيش حاول منذ ذلك الحين إزالتها".
آلاف الإندونيسيين يتظاهرون ضد ميانمار في جاكرتا
وتظاهر آلاف الإندونيسيين بالقرب من سفارة ميانمار في جاكرتا بقيادة جماعة إسلامية، احتجاجاً على المعاملة التي يلقاها الروهينغا المسلمون، الذين يبلغ عددهم نحو 1.1 مليون شخص.
وطالب المتظاهرون بقطع العلاقات بين البلدين، وطرد السفير، وتم إغلاق الطرق ووضع حواجز من الأسلاك الشائكة حول السفارة التي تحرسها قوات من الشرطة المزودة برشاشات المياه.
وقال أحد المحتجين مخاطباً الحشد عبر مكبّر للصوت إن "على البوذيين احترام المسلمين في ميانمار مثلما يحترم المسلمون البوذيين في إندونيسيا".
ونظمّت أندونيسا عدة احتجاجات في جاكرتا والعاصمة الماليزية كوالالمبور، للتنديد بمعاملة الأغلبية البوذية في ميانمار للروهينغا.
وكانت وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مرسودي قد اجتمعت هذا الأسبوع مع زعيمة ميانمار أونج سان سو كي وكبار المسؤولين الأمنيين، لحثهّم على وقف إراقة الدماء.
كما زارت مرسودي داكا عاصمة بنجلادش أمس الثلاثاء لعرض المساعدة في حل الأزمة.
وقال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في بنغلادش بافلو كولوفوس "لم نصادف حدثاً بهذا الحجم منذ سنوات طويلة، إن فرقنا تتابع تدفق الناس الواصلين، والمصابين بصدمات شديدة، والمحتاجين الذين لم يستطيعوا الوصول إلى الرعاية الطبية".
وأشار كولوفوس إلى أن لدى الكثير من الواصلين احتياجات طبية ماسة، كونهم يعانون من الإصابات الناتجة عن أعمال العنف، أو الجروح الملتهبة بشدة، أو مضاعفات الولادة، وبدون توسيع نطاق الدعم الإنساني، ستصبح المخاطر الصحية المحتملة مثيرة للقلق بشدة على حد قوله.