تصدياً لكورونا .. أوروبا تغلق حدودها وإجراءات مشددة حول العالم
يواصل تفشي فيروس "كورونا المستجد" الإلقاء بثقله على العالم، حيث تواجه الاقتصادات العالمية تحدياً كبيراً، كما تم إغلاق الحدود وفرض عزل تام وإرجاء للانتخابات في العديد من الدول.
يواصل تفشي فيروس "كورونا المستجد" الذي أصاب أكثر من 7 آلاف شخص حتى الآن الإلقاء بثقله على العالم، حيث تواجه الاقتصادات العالمية تحدياً كبيراً، كما تم إغلاق الحدود وفرض عزل تام وإرجاء للانتخابات في العديد من الدول.
في أوروبا التي باتت البؤرة الجديدة للوباء الذي ظهر في كانون الأول/ديسمبر في الصين، بدأت فرنسا وسكانها البالغ عددهم 67 مليون نسمة ظهر اليوم الثلاثاء، فترة حجر شامل على غرار ما فرض في إسبانيا وإيطاليا.
وغادر العديد من سكان باريس المدينة، مساء الإثنين، استباقاً للحجر الذي فضلوا قضاءه في الريف، حيث كانت الطرق المؤدية إلى خارج العاصمة مكتظة بالسيارات والصفوف أمام محطات الوقود طويلة.
كما نشر 100 ألف شرطي ودركي في المدينة لفرض تطبيق التدابير الجديدة.
وأغلقت أوروبا كامل حدودها الخارجية لثلاثين يوماً، حيث سيجري قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 اليوم الثلاثاء قمة استثنائية عبر الفيديو.
حرب اقتصادية
وتدور "الحرب" بمواجهة الفيروس كذلك على الجبهة الاقتصادية، فيما اتخذت الحكومات والمصارف المركزية تدابير لدعم الأسواق والشركات والموظفين.
وأعلنت الحكومة الفرنسية استعدادها لتأميم شركات "إذا لزم الأمر"، مشيرةً إلى احتمال دخول اقتصاد فرنسا في حالة انكماش، فيما تستعد روما أيضاً إلى تأميم شركة الخطوط الجوية الإيطالية التي تواجه العديد من الصعوبات.
وستقدم فرنسا مساعدة بقيمة 45 مليار يورو لدعم الشركات والموظفين، كما تنوي نيوزيلندا دفع 6,5 مليار يورو للغرض نفسه والبرازيل 26 مليار يورو.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الإثنين، للمرة الأولى أن من المحتمل دخول الولايات المتحدة في حالة "انكماش" اقتصادي خلال قمة عبر الفيديو لدول "مجموعة السبع" التي أعربت عن عزمها القيام "بكل ما يلزم" لإنعاش النمو العالمي.
إرجاء انتخابات وتأجيل بطولات رياضية
تأثرت الحياة السياسية أيضاً في العديد من الدول، حيث علقت في ولاية أوهايو الأميركية الانتخابات التمهيدية للحزب "الديموقراطي" مساء الاثنين، فيما أرجأت ولايات عدة الاستحقاق حتى أيار/مايو وحزيران/يونيو.
وتعرّضت كذلك الحكومة الفرنسية لانتقادات لعدم إلغائها انتخابات البلدية الأحد الماضي، لكن ماكرون أعلن إرجاء الجولة الثانية من الانتخابات المقررة في 22 آذار/مارس الجاري.
وفي كبرى مدن العالم، أقفلت المطاعم والحانات والملاهي وصالات السينما والمدارس والجامعات ويتواصل إلغاء مناسبات عدة.
وعلى صعيد الرياضة، اقترح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) إرجاء نهائيات كأس أوروبا 2020إلى عام 2021. وسيجري تقليص احتفالات الشعلة الأولمبية في اليابان التي تبدأ في 26 آذار/مارس الجاري.
في غضون ذلك، ارتفع النشاط والتجارة عبر الانترنت إلى حد كبير. وأعلنت شركة "أمازون" أنها سترفع رواتب موظفي مخازنها حول العالم وستوظف 100 ألف شخص في الولايات المتحدة.
وفيات دول العالم أعلى من وفيات الصين
وفي العالم أجمع، تسبب "كوفيد-19" بوفاة 7063 شخصاً، وأصاب 180090، وفق حصيلة أعدتها "فرانس برس" عند الساعة 9,00 صباحاً بتوقيت غرينتش استناداً إلى مصادر رسمية.
وتوقفت دول عدة حالياً عن إجراء فحوص إلا للحالات التي تستدعي نقلاً إلى المستشفى، في حين بات عدد الوفيات في العالم 3837 أعلى منه في الصين 3226.
وبعد الصين، تسجل إيطاليا أكبر عدد وفيات (2158) وإصابات (27980)، تليها إيران (853 وفاة، 14991 إصابة) ثم إسبانيا (309 وفيات و9191 إصابة) وفرنسا (148 وفاة و6633 إصابة).
وحذر رئيس الوزراء الإيطالي أن الوباء في إيطاليا لم يصل بعد إلى "ذروة تفشيه".
وفي إسبانيا، حذرت الحكومة من أن مدة العزل الشاملة قد تطول، في حين دعي السكان في ألمانيا إلى "البقاء في المنازل" وإلغاء مخططات العطل.
وفي بريطانيا التي لم تتخذ حتى الآن إجراءات مشددة كما الدول المجاورة، أوصت الحكومة أخيراً السكان بتفادي أي "تواصل اجتماعي" وتحرك "غير ضروري". وفي بولندا، وضع أعضاء الحكومة في الحجر الصحي بعد تأكد إصابة وزير فيها.
في البرازيل حيث أعلنت حال الطوارئ في ريو دي جانير وساو باولو، فرّ مئات المساجين في ساو باولو قبل تطبيق التعليق المؤقت لإجراء خروج السجناء في إطار التصدي للفيروس.
الصين من جهتها كانت أعلنت الأسبوع الماضي، سيطرتها عملياً على تفشي الفيروس وبات قلقها يتجه إلى الحالات المستوردة للإصابة التي تبلغ حتى الآن 143 حالة. كما فرض في بكين على الواصلين من الخارج الحجر الصحي لمدة 14 يوماً.
وأعربت الصين عن "استيائها الشديد" من تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف فيه الفيروس بأنه "فيروس الصين".