الجنرال قاسم سليماني... الذي تمنى أن يتوفاه الله "شهيداً مقاوماً"
الجنرال الشهيد قاسم سليماني، القائد الذي لم يعرف الجلوس خلف طاولة مكتب، تنقل بين الساحات وخطوط المواجهة، فأوجع الولايات المتحدة و "إسرائيل" وداعش، فاغتيل!!
الجنرال الشهيد قاسم سليماني مواليد 1957، قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني.
في العشرينات من عمره، أسس لواء "41 ثأر الله" عام 1980 خلال الحرب العراقية الإيرانية، ثم تولى في تسعينات القرن الماضي قيادة الحرس الثوري في محافظة كرمان الحدودية مع أفغانستان، قبل أن يعيّن قائداً لفيلق القدس في 1998 خلفاً لأحمد وحيدي.
القائد الذي لم يعرف الجلوس خلف طاولة مكتب، دأب على العمل العسكري الميداني، متنقلاً من جبهة إلى أخرى طوال 40 عاماً، تارة تراه في صلاح الدين العراقية خلال استعادة تكريت من داعش، وتارة تراه في البوكمال آخر معاقل داعش في سوريا، ومرة يكشف أنه كان برفقة السيد حسن نصر الله والشهيد عماد مغنية في الضاحية الجنوبية خلال حرب تموز، وأخرى يجتمع بالقيادات الفلسطينية في لبنان، حيثما مر سليماني، رسّخ الانتصار.
انجازاته الكبيرة، خاصة خلال الأعوام الـ 10 الأخيرة، حوّلت الجنرال نادر التصريحات، إلى مادة رئيسية لنشرات الأخبار والمقالات والأفلام الوثائقية، حتى استحق أن يقلده مرشد الثورة الإيرانية، السيد علي خامنئي وسام "ذو الفقار"، وكانت المرة الأولى التي يُمنح بها هذا الوسام منذ قيام الجمهورية الاسلامية الإيرانية.
ومع تزايد قوته العسكرية من ناحية، وشعبيته الكبيرة لدى الشعب الإيراني والشعوب المقاومة للنفوذ الأميركي، خاصة بعد دوره الرئيسي في القضاء على تنظيم داعش في العراق وسوريا، واسقاط الخطط الأميركية التي كانت معدة للبلدين، وضعته الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب في نيسان/ أبريل 2019.
"إسرائيل" من جهتها، اعتبرته الشخصية الأخطر، ووضعته على رأس قائمتها للاغتيالات، بالإضافة إلى الشهيد بهاء أبو العطا، والسيد حسن نصر الله، وفعلاً تم احباط مخطط عربي-عبري لاغتيال قاسم سليماني في تشرين الأول/اكتوبر الماضي.
القائد الشهيد، لم تحد بوصلته عن القدس يوماً، ولطالما أعلن في تحدٍ لواشنطن وحلفائها، أن نزع سلاح المقاومة وهم لن يتحقق، وأعرب في أكثر من مناسبة عن أمنيته أن يتوفاه الله شهيداً مقاوماً، وكان له ما تمنى حين اغتالته الولايات المتحدة فجر اليوم الجمعة.