كيف تجاوز أهالي الشياح وعين الرمانة ذاكرة الحرب الأهليّة؟

سيّدة لبنانية أربعينية تقول إن "زوجي كان يسكن في الشياح وأنا في عين الرمانة، ولكن التقينا وتزوجنا. نريد إسقاط متاريس الحرب في الذاكرة".

  • كيف تجاوز أهالي الشياح وعين الرمانة ذاكرة الحرب الأهليّة؟
    كيف بدّد أهالي الشياح وعين الرمانة ذاكرة الحرب الأهليّة اللبنانية؟
  • كيف تجاوز أهالي الشياح وعين الرمانة ذاكرة الحرب الأهليّة؟
    كيف تجاوز أهالي الشياح وعين الرمانة ذاكرة الحرب الأهليّة؟

 

لم تمض 24 ساعة على التوترات التي شهدتها منطقة عين الرمانة- الشياح في العاصمة بيروت، ليل أمس الثلاثاء، حتى بادر مواطنون لبنانيون بالدعوة للنزول إلى المنطقة، تأكيداً أنّ شبح الحرب الأهلية لن يعود إلى لبنان. 

الدعوة أطلقتها مجموعة من النساء الأمهات تحت شعار "كي نحمي أولادنا وأولاد الوطن من أجواء الفتنة، وكي نصرخ صوتاً واحداً لا للحرب، لا للعنف، لا للطائفية".

نساء ورجال، كما شباب وفتيات لا يعرفون عن الحرب الأهلية (1975) سوى قصص أهاليهم، صرخوا بأعلى صوت وبقلب واحد رفضاً للطائفية ولمتاريس الحرب التي تعود إلى أذهان الجميع عندما يسمعون عن توترات تحوم فوق منطقة عين الرمانة. هذه البقعة الجغرافية التي لن تُمحى من ذاكرة اللبنانيين، لأنها كانت شرارة اندلاع الحرب الأهلية إثر حادثة "بوسطة عين الرمانة". وبالتالي اتخذ الجميع من نقطة التجمع هذه رمزاً للتأكيد على تجاوز أخطاء الماضي وعدم الوقوع فيها مجدداً.

شعارات عديدة رفعها المعتصمون رددها الجميع وراء سيدات حملن مكبرات الصوت هاتفات "ما بدنا طائفية بدنا وحدة وطنية، مش محاور مش متراس هيدا الشارع لكل الناس، عين الرمانة والشياح واحد بوجه الطائفية وخطاب الكراهية".

إحدى النساء المشاركات في الوقفة تروي أنّ "ما حدث ليل أمس في عين الرمانة- الشياح وما شاهدناه على التلفاز دفعنا للنزول إلى الشارع للقول لا نريد حرباً. لا نريد لأولادنا أن يموتوا، أولادنا للحياة وليس للموت".

بأعلى صوتها تكرر أنّ هذا الاعتصام هو صرخة بصوت كل أم لا تريد لأولادها أن يموتوا، "أولادنا ليسوا لحروبكم، أولادنا ليسوا وقوداً لحروبكم".

سيدة أخرى تقف إلى جانب رفيقاتها، تحمل مكبر الصوت، تؤكد أمام الجميع أنّ أقل واجبات الأمهات اللواتي نزلن اليوم إلى الشارع هو الحفاظ على حياة أطفالهن وإبعاد شبح الحرب الأهلية عنهم.

أمام هذا المشهد الذي يطغى عليه صوت أمهات جميلات، روت سيدة أربعينية قصتها أمام الجميع، قائلة إنّها كانت تقطن في عين الرمانة خلال فترة الحرب الأهلية، حيث كان القناص الذي يصوب بندقيته على حيّها، هو نفسه من يطلق الرصاص على منطقة الشياح. وتضيف "زوجي كان يسكن في الشياح وأنا في عين الرمانة، ولكن التقينا وتزوجنا. نريد إسقاط متاريس الحرب في الذاكرة".

لم تقتصر هذه الوقفة الملونة بأصوات الأمهات على منطقة عين الرمانة، فالمتظاهرون قرروا السير والدخول إلى الشياح، مرددين هتافات "يلي واقف عال بلكون نزال نحنا شعبك هون". أهالي الشياح بدورهم استقبلو المارين بالأرز والورود تعبيراً عن تضامنهم مع الأصوات المرددة شعارات "لا للحرب الأهلية". 

على الرغم من انتشار شائعات تقول إنّ الوقفة الاحتجاجاية ألغيت اليوم، إلاّ أنّ أصحاب الأكاذيب لم ينالوا مرادهم بتفريق أهالي منطقتين أرادوا تجاوز كوابيس الحرب الأهلية. فقد تجمهر العديد من الأشخاص الذي وصل عددهم إلى نحو 200 شخص، تأكيداً أنّ الخط الذي كان يوصف "بخط التماس" هو خط التقاء بين اللبنانيين دون سواء. 

اخترنا لك