يوم المسرح العالمي: نحتفل به وننسى مسارحنا
في 27 آذار/ مارس من كل عام تستنفر الهيئات المسرحية العربية على اختلافها وتنظم احتفاليات صاخبة بمناسبة يوم المسرح العالمي، على اعتبار أن لنا مكاناً ومكانة في هذا المجال، يجعلنا نحاكي الإبداعات العالمية على أمل مراعاتها والتزام نهجها، طمعاً في خيارات فنية تبلغ مدى الإعجاب والتقدير.
نعم ظروف المنطقة سيئة، لكن هذا لا يمنع من محاولة تقديم نماذج فنية تحاكي واقعنا وناسنا في هذه المنطقة من العالم، خصوصاً وأن الخشبة وجدت لكي تكون متنفساً للجمهور تعبيراً عن سخطه وعدم رضاه عن أوضاعه، فلماذا يضيّع مسرحيونا العرب مثل هذه الفرصة السانحة، أليس عندهم ما يقولونه والدنيا موج يتلاطم من حولهم، في لبنان الفنان زياد الرحباني لا يقول شيئاً، وكذلك السيدة نضال الأشقر تجول وتجول لكنها لا تقف على الخشبة لتقول شيئاً، ونتساءل عن سبب غياب المسرحي العراقي جواد الأسدي الذي يدير مسرحاً في الحمراء "مسرح بابل" ومعروف بشغفه واندفاعه وثقافته الواسعة ومع ذلك ليس عنده ما يقوله، وكل أرضنا العربية تهتز بنا، وهناك ملايين الموضوعات القابلة للتناول، لكنه لا يبادر. وهل نتناول التونسي الرائع توفيق الجبالي ونبحث عن جديده من دون العثور على أثر وهو الذي عرف كيف يقول لا في عز حكم الرئيس السابق بن علي، وهل نذكر أم أردنيين أم سوريين وفلسطينيين أم كويتيين (بلد الكبير صقر الرشود) ويتعاظم السؤال: إذا لم يقل المسرحيون ما عندهم في أوقات الأزمات فمتى يعتلون الخشبات ويرددون مواويلهم. نشعر منذ فترة بأن الكلام ما عاد يجدي، وأن الأفعال قليلة بل نادرة، ثم نتحدّث عن الحرية.