عكا في خطر: أنقذوا ما تبقى منها
جمعية "فلسطينيات" تدعو الأهالي في فلسطين المحتلة إلى الصلاة في مسجد البرج في عكا، الجمعة المقبل، والمشاركة في اجتماع عاجل بعد الصلاة للوقوف على ما يجري، والتصدي لعمليات الهدم والطمس التي تقوم بها الآليات الإسرائيلية بحق أهم معالم مدينة عكا.
دوافع الدعوة تأتي بعد هدم سينما بستان – أحد معالم عكا الحضارية والتاريخية- والبدء بتنفيذ مخطط تهويد عكا، وطمس معالمها الحضارية وتهجير أهلها.
بداية الحملة التي أطلقت حملت شعار "عكا لن تبقى وحدها"، وأوضح رئيس جمعية "فلسطينيات" المحامي جهاد أبو ريا مخاطر العمل الإسرائيلي على الهوية العربية للمدينة، ذلك أن "سينما بستان سينما عريقة، موجودة في عكا القديمة، وعمرها أكثر من 100 عام، وهي من معالم عكا الحضارية التي شهدت المناسبات الفنية العديدة، وعروض الأفلام خصوصا منها عن فلسطين، وعملت الدار قبل النكبة، واستمرت بعدها، ولم يبق إنسان في عكا، والجوار، إلا وقصد السينما لحضور مناسبة فيها. وهو كان أحد معالم عكا المشهورة ثقافيا وفنيا".
تقع السينما عند البوابة الشرقية لعكا، في حي يعرف بحي البرج، سكنته عائلات فلسطينية، قربه مسجد البرج، كان موجودا قبل عام 1948، وبعد الاحتلال منعت الصلاة في هذا المسجد.
أبو ريا يؤكد أن "حي البرج بكل ما فيه أملاك الأوقاف الإسلامية، تمت السيطرة عليها عام 1948، على أنها أملاك غائبين”.
الأوقاف تقع اليوم تحت سيطرة "شركة تطوير عكا" التي تتعاون مع بلدية عكا كمؤسسات إسرائيلية، ومنذ أن قامت إسرائيل، تعمل على طمس معالم عكا التاريخية التي تشهد على حضارة الفلسطينيين.
من هذا المنطلق حاولت السلطات الإسرائيلية طمس كل معالم عكا التاريخية، بالإضافة، لم تبق مؤسسة إسرائيلية لم تعمل على تهجير الناس من عكا.
يعرض أبو ريا أساليب التهجير المباشرة منها، وغير المباشر، ويقول "البداية على شكل مضايقات، حيث كان الإسرائيليون يمنعون الناس من ترميم بيوتهم، حتى في مواسم الأمطار، وعندما كانوا يسمحون لشخص ما بترميم بيته، كانوا يشترطون عليه اعتماد مقاول من طرفهم، وكان أجر هذا أضعافاً مضاعفة عن سواه. ومن كان يأتي بمقاولين آخرين، كانوا يجازونه، ويدفعونه غرامات باهظة جدا. كانوا لا يوفرون طريقة لإجبار الناس على الخروج من عكا".
أسلوب آخر اعتمده الصهاينة، يوضحه أبو ريا "إغراق البلد بالمخدرات، فكانوا يسمحون بالمتاجرة بالمخدرات داخل البلدة القديمة، حتى أخذت البلدة القديمة طابع بلد المخدرات، وبدا كثيرون يتركون السكن هناك حفاظاً على أبنائهم. كما بدأوا يرمون النفايات في البحر قرب عكا، فيبعدون السمك، ويعجز الصيادون على الصيد".
بدأت اليوم اساليب استخبارية جديدة، ففي حي البرج، وجدوا طريقة مناسبة بالتهجير والتهويل، من الجهة الشرقية من عكا. يوضح أبو ريا أنه "لم يكن ناقصاً إلا أن يحولوا سينما البستان في المنطقة الشرقية إلى فندق، والمستثمر تعهد أن يهجر العائلات العربية التي تسكن بالقرب من سينما البستان".
شهدت عكا سنة 2014 مسيرات ضد ما يجري فيها، وخصوصا تهجير السكان، ويفيد أبو ريا "نجحنا في منع اقتلاع العائلات، ومنها عائلة الحاجة سلوى زيدان (أم أحمد)، وهي لا تزال مقيمة في منزلها حتى الآن، وكانت من أهم الإنجازات فتح المسجد للصلاة بعد إقفاله طويلا".
نتيجة تحركات عام 2014، أبقي المسجد مكانه، ومنع تحرك الأهالي طمسه، لكن بشكل مفاجيء، بدأ المستثمرون الذين ربحوا المناقصة لإقامة الفندق، بهدم السينما، لكنهم لم يهدموا المسجد، ولم يهجروا العائلات العربية.
ويعبر أبو ريان خشيته من أن يقوم الإسرائيليون في السمتقبل بأعمال غبية مثل تهجير العائلات الفلسطينية، أو هدم المسجد، لذلك نحن ندعو إلى إحياء النشاطات في عكا القديمة في حي البرج، ودعونا لصلاة جمعة حاشدة في حي البرج، مع اجتماعات لاتخاذ قرارات بتفعيل الحراك الشعبي في عكا.
هذه الأبنية التاريخية بنيت في فترة حكم أحمد باشا الجزار قبل حوالي 200 عام، وقبله كان القائد ظاهر عمر الزيداني الذي بنى أيضاً في عكا، والأوقاف الإسلامية هي من زمن أحمد باشا الجزار.