الفقر في الوطن العربي
قد يكون طبيعياً أن تنسحب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان بعدما تقاعست عن ممارسة دورها الإنساني في كل أزمات العالم، ومن ضمنها طبعاً العالمُ العربي الذي يعج بممارسات لا حصرَ لها فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان. هذا الإنسان الذي تحوّل إلى مجرّد رقم في أتون الحروب والمرض والجوع والفقر. هي بالطبع ليست مسؤوليةَ الولايات المتحدة فحسب، بل إن الدول العربية تتحمّل العبء الأكبر من هذا الواقع. فعندما يصبح الشغل الشاغل للأنظمة العربية عقد صفقات تسلح بمليارات الدولارات للانخراط في حروب لا يَنتج عنها سوى القتل والمرض والجوع، فيما يقبعُ ملايين الفقراء بلا مأوىً وبلا غذاء ولا ماءٍ نظيفة وفيما تُهدَر ملايين الأطنان من الطعام سنوياً، ستكون حقوق الإنسان بالتأكيد في خطر، بل ستكون المنظومة الأخلاقية برمتها بحاجة إلى مراجعة! وإلا، فكيف يمكن تفسير ظاهرة الفقر في عالمٍ يعج بالثروات الطبيعية والبشرية وبكل أنواع الخيرات الزراعية مثلما هو الحال في العالم العربي؟ ماذا يعني أن يكون السودان سلة العالم الغذائية، وهو من أفقر بلدان العالم، إلى جانب اليمن وموريتانيا وجيبوتي؟ لماذا يعاني نحو 40 مليون عربي من الفقر المدقع ونقص التغذية، فيما يعيش أكثر من 100 مليون إنسان عربي تحت خط الفقر؟ لماذا تغيب خطط التنمية البشرية عن أجندة الأولويات في الدول العربية؟ أوليس هذا أحدَ أسباب ارتهان هذه الدول إلى القوى الخارجية؟