أميركا وإردوغان وصفقة "أس-400"
اشترينا "أس-400" وقُضيَ الأمر. هكذا ختمَ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مُنتصف حزيران المُنصَرِم كِباش "المفاوضات بالضغوط" التي خاضتها واشنطن معه منذ كشف النقاب عن نيّة أنقرة شراء منظومة "أس-400" الصاروخية الروسية.
حيث مارسَ الأميركيون ضغوطاً لأشهرٍ طويلةٍ في محاولتهم لتوريد هذه المنظومة إلى تركيا. الاتفاق التركي-الروسي على توريد المنظومة الدفاعية تضمَّن تعهّداً روسياً بإنتاج مُشترك في المستقبل، وقد بدأ تسليمها رسمياً قبل أيام. فما هي أبعاد هذه الصفقة؟ هل هي مؤشّر على تحوّل تركي باتجاه موسكو بدلاً من واشنطن والناتو؟ أم أنها ممارسة سيادية تركية تعبِّر عن حاجةٍ دفاعيةٍ لأنقرة؟ وكيف تطوَّرت القضية إلى هذا الموقف؟ ولماذا تحتاج تركيا "أس-400" في ظلّ عضويّتها في منظومة حلف شمال الأطلسي؟ وما مستقبل تركيا في ظلّ التحوّلات الجارية في الشرق الأوسط وبين القوى الكبرى دولياً؟
تركيا والناتو والاتحاد الأوروبي
لأكثر من 3 عقود وقفت تركياً على أبواب أوروبا طالبةً العضوية في المنظومة الأوروبية، حتى قبل أن يتشكَّل الإطار المعروف اليوم بالاتحاد الأوروبي. وكانت على الدوام تواجه رفضا ًمن القوى الأوروبية الأساسية تحت ذرائِع متنوِّعة أبرزها ما هو مُرتِبط بمعايير حقوق الإنسان، لكن الأتراك يشعرون بأن وراء الأكمَة ما وراءها في هذا الملف. تقدَّمت أنقرة بطلب الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوروبي (وهو الإطار الذي سبق تشكيل الاتحاد الأوروبي ضمن السوق المشتركة) عام 1987، وقد تمّ التوافُق على قبولها كمُرشّحٍ للعضوية في عام 1999، وفي عام 2005 بدأت المفاوضات الجدّية بين الطرفين، وقد رافق هذه المفاوضات جَدَلٌ مُحتدِم في أوروبا حول قبول تركيا التي تريد الانخراط في منظومة اقتصادية ناجِحة توسِّع آفاق اقتصادها المُتنامي، خصوصاً منذ عام 2003 حيث شهدت البلاد انتعاشاً اقتصادياً بقيادة أردوغان نفسه. وكانت أنقرة ترغب بالاستفادة من طبيعة النظام الاقتصادي في أوروبا لتتحوَّل إلى قوّةٍ أوروبيةٍ كبيرةٍ مثل القوى التقليدية الأخرى. لكن الأوروبيين توجَّسوا من حجمها الديموغرافي حيث كانت لتنافس على أكبر دولة أوروبية من حيث عدد السكان. ثم أن الجَدَل حول هذه المسألة في أوروبا تضمَّن اهتماماً خاصاً بالديانة الإسلامية الغالِبة في تركيا، والخوف من تغيّر مستقبلي لهوية القارّة العجوز. لكن ليست هذه الأسباب التي يتذَّرع بها القادة الأوروبيون لعدم استقبالهم تركيا بينهم، بل إنهم يركِّزون على الجانب القِيَمي المُتعلّق بحقوق الإنسان، وتدهورها في تركيا كما يكرِّرون في تصريحاتهم، خصوصاً بعد المُحاولة الانقلابية في عام 2016، على الرغم من عودة الحوار إلى نشاطه بين الطرفين خلال الخريف الماضي، قبل أن تعلِّق لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي مسار انضمام تركيا للاتحاد، بناءً على التقرير السنوي المُتعلِّق بمدى "تحقيق تركيا المعايير الأوروبية في مختلف مجالات الحياة". لكن تركيا كما تُشير تصريحات رئيسها وكبار مسؤوليها "تعبت" من الانتظار على أبواب الاتحاد، وأنها لن تستمر في طلب الانضمام ولم تعد بحاجةٍ إليه.
هذا المسار المُتوتّر والمليء بانعدام الثقة المُتبادَل بين تركيا وأوروبا، شكَّل البيئة الحاضِنة لتوتّر العلاقات التركية الغربية بصورةٍ عامة، وهو يشكِّل حتى اليوم خلفيةً مناسبة للتوتّر المستمر بين تركيا والولايات المتحدة منذ بدء ولاية باراك أوباما وما رافقها، وحتى وصول ترامب إلى البيت الأبيض، حيث لم تتحسَّن هذه العلاقات، بل أنها زادت توتّراً في بعض المحطّات، ومنها محطّة شراء تركيا منظومة "أس400" من روسيا. لكن تركيا لاتزال عضواً في منظومة الغرب الأمنية التي تشكِّل المظلّة الأمنية لكل الحضارة الغربية على ضفتيّ الأطلسي، فكيف سارت بين تركيا مع أردوغان بين ألغام السنوات الفائتة؟
أميركا وتركيا خلال حُكم أوباما
خلال فترتيّ حُكم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تشابكت كثيراً ملفات المنطقة وتعقَّدت على إثرها العلاقات التركية الأميركية. انفجرت فوضى العالم العربي، وانخرطت الدولتان في دعم أطراف وجماعات سياسية وأخرى مُسلّحة، وسعيا معاً أحياناً إلى أهداف موحَّدة، ثم تباعدتا أحياناً أخرى أصبحت شيئاً فشيئاً أكثر حدَّة ووضوحاً، ورافقتها محطّات من التقارُب والتصادُم بين تركيا وروسيا أيضاً، انتهت بانسجامٍ بالغٍ بين الدولتين، أوصل إلى تحقّق الصفقة التي نتحدَّث عنها.
لقد كانت الأزمة السورية مجالاً أساسياً للافتراق التركي الأميركي، خصوصاً عندما دعمت تركيا الإخوان المسلمين والجماعات المُسلَّحة القريبة منهم، وسعت إلى إيصالهم إلى الحُكم، كما دعمت بعض الجماعات المُسلّحة التي صنَّفتها واشنطن على لوائح الإرهاب، ورفضت تركيا التخلّي عن هذا الدعم، في مقابل دعم واشنطن لأطرافٍ مُسلّحةٍ أخرى إلى جانب المحور الآخر الذي ضمّ السعودية والإمارات وغيرهما.
لكن السبب الأساس للافتراق في الأزمة السورية كان يتمثّل بالموقف المُتناقِض لكلٍ من الطرفين من العلاقة مع الجماعات الكردية المُسلّحة، التي ترى فيها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المُصنَّف إرهابياً لديها، والتي اعتبرتها واشنطن حليفتها الأقرب وورقتها الرابِحة خلال الأزمة السورية. وشهدت المنطقة الشمالية من سوريا توتّراً كبيراً وعنيفاً بين هذه الجماعات والجماعات الأخرى المدعومة من تركيا، وصولاً إلى تدخّل الجيش التركي ضدّ هذه الجماعات واحتلاله لمناطق من سوريا ذات أغلبية كردية.
وشهدت المرحلة تلك تذبذباً في الموقف الأميركي، أدّى إلى تباعُدٍ واضحٍ مع تركيا، تعمَّق الشَرْخ فيها عندما خصوصاً حمّلت أنقرة واشنطن مسؤولية دعم الانقلاب الفاشِل ضد أردوغان، وطالبت بتسليم فتح الله غولن المُعارِض التركي الذي يعيش في أميركا، وهو الحليف السابق لأردوغان، ورفض واشنطن تسليمه. في المقابل اعتلقت السلطات التركية أميركيين أشهرهم القسّ جونسون الذي اتّهمته بالتجسّس لواشنطن، ورفضت أنقرة الإفراج عنه لأشهر، قبل أن تعود وتسلّمه لبلاده. لكن لماذا استمر الخلاف بالتصاعُد مع وصول ترامب إلى السلطة؟
تركيا وترامب
مع تسلّم دونالد ترامب لرئاسة أميركا، كان واضحاً أن أفق الانتصار الأميركي في سوريا قد انتهى. لكن الرئيس الأميركي رفض التسليم بنتائج الميدان والسياسة. في المقابل استمرت تركيا في مدّ جسور التعاون مع موسكو، بصورةٍ ثنائيةٍ من جهة عبر تطوير العلاقات المشتركة، وبصورةٍ جماعيةٍ عبر منصّة آستانة لحلّ الأزمة السورية من جهةٍ أخرى.
هذا التموضع التركي بقيادة أردوغان أدَّى إلى توسعة مساحة التباعُد بين واشنطن وأنقرة، فالأخيرة ذهبت بعيداً في تحديد خياراتها الشرق أوسطية، ومارست ما يمكن وصفه بسياسة سيادية في علاقاتها الإقليمية والدولية الأبعد، فتقرَّبت من إيران في العديد من المواضع، وانسجمت مع روسيا في مواضع أخرى، وواجهت الخيارات الأميركية في الحالين. ثم أنها تخوض من سنوات مواجهةً بارِدة مع قطر بوجه كل من السعودية والإمارات.
واليوم، تقف تركيا أمام ترامب رافِضةً التسليم بالخيارات الأميركية بالتعامُل مع الكرد، ومُتمسّكةً بما تراه مصالح لها في الشمال السوري، وفي الوقت نفسه تحمِّل واشنطن مسؤولية محاولة زعزعة الاستقرار الداخلي، وإضعاف موقف أردوغان الذي يبدو بعد عقدين من الحُكم في موقفٍ صعب، كانت آخر مؤشّراته خسارته لبلديتيّ أنقرة وإسطنبول.
لكن هل يشكِّل هذا الواقع وهذه العوامِل الأسباب الرئيسة لشراء تركيا منظومة "أس 400" بدلاً من نسخة جديدة مطوَّرة من منظومة باتريوت الأميركية.
لماذا تحتاج تركيا أس 400؟
ما من شكٍ بأنه لدى تركيا دوافع مُتنوِّعة لتُقدِم على هذه الخطة. منها ما هو سياسيٌ مرتبط بتحسّن علاقاتها مع روسيا، وبتراجُع علاقاتها مع الولايات المتحدة، وما يستتبع ذلك من رسائل في الاتجاهات المختلفة، ومنها أيضاً ما هو عسكريٌ مرتبط بالحاجة لهذا النوع المُتطوّر من الدفاعات، الأمر الذي يطرح السؤال حول الفروقات التقنية وفي القدرة بين المنظومتين الروسية والأميركية.
تُعتَبر منظومة "أس 400" منظومةً دفاعية وليست هجومية، وقد صرَّح أردوغان في منتصف حزيران الماضي قائلاً إنه أبلغ ترامب بأن بلاده ستشتري منظومة باتريوت إذا وافقت واشنطن على بيعها لأنقرة وفق نفسها التي تمّ الاتفاق فيها مع روسيا على شراء "أس 400"، لكن الأميركيين رفضوا ذلك.
وقرَّرت أنقرة في عام 2017 شراء منظومة "أس 400" من روسيا، بعد تعثّر جهودها المُطوَّلة لشراء أنظمة الدفاع الجوية الأميركية باتريوت وفق شروط مقبولة. لكن الموقف الأميركي في هذا الملف يقول إن المنظومة الروسية ستشكِّل خطراً على أنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما تنفيه أنقرة التي تحاول في الوقت نفسه شراء مُقاتلات "أف 35" الأميركية التي تشارك في إنتاجها، لكن واشنطن ترفض ذلك تحت حجّة "أن امتلاك منظومة أس 400 لا يتناسب مع امتلاك طائرات أف 35". لكن أنقرة تسلَّمت بالفعل ثلاث طائرات من هذا الطراز من واشنطن، لكنها لم تتسلَّم الرابعة. كما أن قائد قاعدة "لوك" الجوية في ولاية أريزونا الأميركية تود كانتربوري أعلن أنه تمّ "بدواعٍ أمنية" تعليق طلعات الطيّارين الأتراك بمُقاتلات "أف 35"، الذين يتلقّون التدريب في القاعدة المذكورة. قبل أن تعلِّق واشنطن تسليم هذه الطائرات لأنقرة بسبب إتمامها صفقة شراء المنظومة الصاروخية الروسية.
والمنظومة المذكورة تمّ تطويرها لكشف وتدمير الأهداف من بُعد 600 كيلومتر، وهي تتميَّز بدّقتها وقدرتها على تدمير الصواريخ الباليستية وطائرات الشَبَح. وتتكوَّن المنظومة من ثلاثة أجزاء؛ أولها 8 وحدات مُضادَّة للطائرات مُجهَّزة بـ12 منصّة إطلاق، والجزء الثاني يضمّ أنظمة القيادة والتوجيه والرادارات، والثالث يضمّ الدعم الفني والصيانة. ويمكن إعداد المنظومة للإطلاق خلال خمس دقائق، وهي تحتاج إلى عشر ثوانٍ فقط لتُطلق صواريخها على الهدف بعد كشفه. وتتميَّز المنظومة أيضاً بقابليّة إسقاط طيران وصواريخ على المدَيين المتوسّط والبعيد، وهي تُصيب الأهداف على بُعد 150 كيلومتراً، وعلى ارتفاع يتراوح بين 10 أمتار و17 كيلومتراً، وهو يستخدم أربعة صواريخ مختلفة المدى.
في المقابل، يمكن لمنظومة باتريوت رَصْد حوالى 50 هدفاً خلال تسع ثوانٍ، وهي تتضمَّن منصَّة إطلاق وغرفة تحكّم، ويمكن لها إسقاط الصواريخ والطائرات على المدى البعيد فقط، كما تستطيع إسقاط أهداف على بُعد 160 كيلومتراً، وعلى ارتفاع ما بين 60 متراً و15 كيلومتراً، ويمكنها إطلاق 16 صاروخاً دفعةً واحدة، وهي تحتاج إلى تسع ثوانٍ لتُطلق أول صاروخ بعد اكتشاف الهدف. وبالتالي فإن هذه المنظومة غير بعيدة عن قُدرات "أس 400"، مع أفضلية لهذه الأخيرة. إذن لماذا تخاف واشنطن من امتلاك أنقرة للمنظومة الروسية.
تعتبر واشنطن أن "إس 400" يمكن لها تهديد أمن مُقاتلاتها من طراز إف 35 التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن"، حيث ستتمكَّن روسيا (التي ستنتج وفق الاتفاق منظومة أس 400 بالاشتراك مع تركيا) من فَهْمِ تقنية عمل أف 35 وبقية طائرات الناتو، وبالتالي ستتمكَّن من إسقاطها. أما على المستوى السياسي، فإن وصول العلاقات الروسية التركية إلى هذه المرحلة من الثقة حتى تتعاون الدولتان في إنتاجٍ مشتركٍ لأحدث المنظومات الدفاعية الروسية سوف يؤدّي بالضرورة إلى تعمّق العلاقات السياسية بين الطرفين، ويُهدِّد بإمكانية تحوّل استراتيجي لتركيا باتجاه التحالف مع الروس، ما يستتبع انقلاباً جيوسياسياً في المنطقة.
مستقبل تركيا ومستقبل أردوغان
أمام هذه الصورة، يمضي أردوغان في مسار تطوير علاقاته بموسكو، مُغتَبِطاً بإتمامه صفقةً اعتبر شراءها أهم اتفاق في تاريخ تركيا الحديث، مؤكِّداً أن "بلاده لم تشترِ منظومة إس 400 لتستعد للحرب وإنما لحماية السلام وأمنها القومي.
وما من شكٍ بأن الجانب المالي من الصفقة لعب دوراً في تفضيل تركيا لمنظومة "أس 400" بدلاً من باتريوت. فالصفقة تكلَّلت بالنجاح بقيمة 2،5 مليار دولار، بينما وضعت واشنطن سعر 3،6 مليارات دولار كثمنٍ لمنظومة باتريوت. لكن ذلك لا يلغي الدوافِع الأخرى الأكثر أهمية، والتي مررنا على ذِكرها أعلاه.
لقد كان لتصريح أردوغان قبل أيام معنىً فائِق الأهمية في هذا الشأن. وهذا المعنى يؤكِّد ارتباط هذه الصفقة بملفات المنطقة، وبالمسار المُتراجِع بين واشنطن وأنقرة منذ فترة حُكم أوباما وصولاً إلى مرحلة ترامب.
لقد رأى أردوغان أن تركيا "تتمّ مُعاقبتها بدلاً من تقديرها بسبب الدور الذي تلعبه من أجل أمن واستقرار المنطقة، وضرب مثالاً على ذلك بعدم استجابة أيّ من الدول الغربية لدعوته لإنشاء منطقة آمِنة خالية من الإرهابيين على طول حدود سوريا، ونجم عن عدم إنشاء تلك المنطقة تصاعُد التهديد الإرهابي المُنطلِق من داخل الأراضي السورية إلى تركيا، وسقوط القنابل والصواريخ على المدن الحدودية التركية" على حد قوله. لكن الإشارة الأكثر إضاءة على المستقبل، هي تأكيده أن تركيا أحد أكبر الدول الداعِمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وعليه، فإن المسار المستقبلي لتركيا سيتضمّن تطوّراً للعلاقات مع روسيا، ومزيداً من التركيز على تثبيت الوضع الداخلي المُهتزّ بسبب الانتخابات البلدية الأخيرة وعوامل عديدة أخرى، بالإضافة إلى استغلال هذه التطوّرات والعلاقات الإقليمية والدولية لتحسين شروطها مع المنظومة الغربية بقيادة الولايات المتحدة، بل مع واشنطن نفسها قبل أي أحدٍ آخر. فتركياً جزء من هذه المنظومة، وخروجها منها لا تبدو علائمه اليوم بصورةٍ جدية، بل إنه يتضمَّن في حال حدوثه مخاطر على وحدة البلاد وأمنها ونظامها السياسي، وأردوغان قبل ذلك وبعده. ومن غير المتوقَّع أن يُخاطِر هذا الأخير بتغيير حاد لموقع بلاده في التحالفات الدولية. فتركيا بحجمها وتاريخها ودورها الوظيفي في الإقليم، أكبر من أن يبلع تحوّلها، وقيادتها أكثر خبرةً من محاولة القيام بذلك بهذه الحدّة، وفي مثل هذه الظروف. لكنها مفاوضات بالضغوط، كما كانت كذلك عند بداية الصفقة.