منير أبو دبس برفقة ريتا باسيل في الباشورة
تستضيف المكتبة العامة لبلدية بيروت – الباشورة، مساء الاثنين المقبل، عرض الفيلم الذي أعدته المخرجة ريتا باسيل بعنوان "منير أبو دبس في ظل المسرح"، بالتعاون بين "نادي السينما"، و"نادي لكل الناس".
الفيلم ومدته 35 دقيقة، تقول باسيل إنها "بحثت فيه عن المشاعر الأولى"، ذاكرة أن "منير نشأ منذ سنيّه الخمس في "الفريكة" على المسرح عبر الطقوس الدينية"، لاحظة أن "تجربته اقترنت باكتساب الوعي على الحركة، والجسد، بقدسية المكان الأول الذي حدث فيه الإكتشاف".
ووصفت باسيل أبو دبس بأنه "مؤسس المدرسة الأولى للمسرح في لبنان في الستينيات، ومعلم لأسماء كبيرة في المسرح اللبناني مثل أنطوان كرباج، وميراي معلوف، وروجيه عساف، ولكنه يبقى على هامش الإستهلاك، الأمر الذي حتم عليه انفصالا قاسيا مع الجمهور، فهذا الفيلم الوثائقي يعيد رسم مسار الرجل من باريس إلى بيروت في ظلال بعلبك".
وتناولت المخرجة اللبنانية كيفية وظروف ولادة الوثائقي، مشيرة إلى أنه "ولِد من عاصفة، من لقاء شاعري مع رجل استثنائي، هو منير أبو دبس"، وزادت على مواصفاته أنه "شاعر سينمائي، وكاتب مسرحي لبناني فرنسي، كان يبلغ وقتها 82 عاماً".
كان منير أبو دبس المدير الفني لمهرجانات بعلبك من 1960 ولغاية 1975، وهو مؤسّس مدرسة المسرح الحديث في لبنان. تعلق باسيل على هذه الناحية من مجال عمل أبو دبس: "بعلبك هي المكان الأسطوري، والمثال الأعلى الذي يختزل اللاوعي الجماعي اللبناني الضروري في فهم هويتنا الجماعية والفردية على السواء”.
أضافت: "بعد أن اكتشفتُ الدور الأساسي الذي لعبه منير أبو دبس في التاريخ الفني، والمسرحي في لبنان، أيقنتُ بأن طريقي أوصلني إلى رجل يشكل عمله إرثا ثقافيا ثمينا، فكان علي أن أتوقف عند هذه المحطة بحد ذاتها”.
كانت ريتا باسيل طفلة في فترة من أعوام الحرب، ولم تكتشف المدينة إلا بعمر الـ17 "حين مشيت على شواطئها حتى أحشاء وسط المدينة المنفطرة"، كما قالت، مضيفة: "ولِدت أشعاري عن بيروت في المنفى، وعبر الكتابة الشعرية، أوجبت المصالحة لشفائي بدون أن أجعل من الأدب أداة، وشعرت عقب هذا التعاطي الحصري مع الكتابة، بالحاجة والرغبة إلى أن أخرج فيلما وثائقيا، يحاكي هدفي الدائم في اكتشاف ثقافتي الخاصة، الماضي اللبناني، فترة "ما قبل الحرب"، و"اليقين الذي يسبق الولادة" كما يقول مودياني، ونضجت هذه الحاجة لإخراج فيلم بعد لقائي بمنير أبو دبس".
عايش أبو دبس لبنان في فترة أوج تطوراته الثقافية والفنية، وشهد في مهرجانات بعلبك الدولية على أسماء كبيرة في عالم الفن للقرن العشرين أمثال بيجار، نورييف، نيكولاييس، أم كلثوم، وفيروز.
تعلق باسيل بقولها: "بهذا المعنى يشكل منير أبو دبس دليلا قيما، وفي رسم شخصيّته، نطلع على التاريخ الثقافي للبنان منذ الستينيات في اضطراباته ونموه. أما الذي يذهل العقل لدى منير أبو دبس فهو غياب الحرب عن أعماله، وهو يركز عمله على تنشئة الممثل بعيدا عن الإستهلاك، والتيارات التي يفرضها الجمهور؛ جمهورٌ يبتعد عنه منير شيئاً فشيئاً".
باسيل ... شاعرة أيضاً!
تحمل باسيل شهادة الدكتوراه في الأدب العام والمقارن من جامعة باريس 3، اختارت أن تمتهن الصحافة. وبهذا أصبحت منذ العام 2004 مراسلة مستقلّة ودائمة لعدد من الصحف اللبنانيّة العربيّة والفرنكوفونيّة (النهار، L’Orient Littéraire، الأخبار، L’Agenda Culturel، والمجلتين Elle Orient والحسناء) بالإضافة إلى مجلّات فرنسيّة (Revue Esprit، Revue Tumultes، Revue Contretemps، Orient XXI).
وهي تنظم الشعر، وتكتب القصص، وتمارس كتاب مقابلات (هنري لوران، دار نشر CNRS)، والمقالات، وهي بصدد إصدار رواية لها قريباً. وأول أفلامها "منير أبو دبس في ظلّ المسرح".
ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]