نتنياهو الخالي الوفاض بعد لقاء بوتين في باريس
هيئة البث الإسرائيلي فسّرت التراجع الروسي عن اللقاء بمنطق أقرب جداً للواقع الحالي بأن روسيا ما زالت غاضبة من (إسرائيل) لتسبّبها بإسقاط طائرة روسية احتمت بها مقاتلات إسرائيلية كانت تغير على مواقع سورية يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أولاً لأنها نفّذت غارات في منطقة محسوبة على روسيا، وثانياً لأنها أخبرتها بالغارة قبيل دقائق قليلة من تنفيذها، وثالثاً لأنها عدّت الغارة خدعة قام خلالها قادة المقاتلات الإسرائيلية باستخدام الطائرة الروسية غطاء لهم عند الانسحاب.
أبلغ مساعدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تل أبيب الاعتذار عن عدم عقد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال وجودهما في باريس يوم الأحد خلال المشاركة في المهرجان الدولي للاحتفال بالذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى.
بينما سعت (إسرائيل) كذباً للتحايل على تلك الأنباء من خلال وزير شؤون القدس والتراث البيئي والثقافي الإسرائيلي، والرئيس المشارك للجنة الحكومية الروسية-الإسرائيلية أن إلغاء اللقاء الذي كان من شأنه تسوية عواقب الغارة الإسرائيلية التى تسببّت فى إسقاط طائرة روسية في سوريا جاء بموجب طلب فرنسي بعدم إجراء لقاءات جانبية على هامش المناسبة الاحتفالية ، وإن تنسيق الفعاليات في احتفالات باريس يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر لا يمنح فرصة لعقد لقاء ثنائي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
هيئة البث الإسرائيلي فسّرت التراجع الروسي عن اللقاء بمنطق أقرب جداً للواقع الحالي بأن روسيا ما زالت غاضبة من (إسرائيل) لتسبّبها بإسقاط طائرة روسية احتمت بها مقاتلات إسرائيلية كانت تغير على مواقع سورية يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ما أدّى إلى مقتل 15 عسكرياً روسياً كانوا على متنها وقد حمّلت روسيا (إسرائيل) مسؤولية إسقاط الطائرة؛ أولاً لأنها نفّذت غارات في منطقة محسوبة على روسيا، وثانياً لأنها أخبرتها بالغارة قبيل دقائق قليلة من تنفيذها، وثالثاً لأنها عدّت الغارة خدعة قام خلالها قادة المقاتلات الإسرائيلية باستخدام الطائرة الروسية غطاء لهم عند الانسحاب.
كذلك الغضب الروسي غير الواضح من التحرّكات المكثّفة التي قام بها نتنياهو في عدد من دول أوروبا الشرقية التي من بينها خصوم لروسيا خلال مشاركته في "منتدى كرايوفا" الذي يعقد في مدينة ارنا البلغارية ولقائه، بنظيره البلغاري بويكو بوريسوف، والرئيس الصربي أليكساندر فوتشيتش، ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، بالإضافة إلى رئيسة الوزراء الرومانية فيرويكا دانتشيلا.
رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى جانب أجهزته الاستخباراتيه لايعلم كيف يتعامل مع الرئيس الروسي بوتين الذي يتمتع بطابع هادئ جداً ولا يفصح عن مشاعره، ولكنه في نفس الوقت قادر على الرد على أية تجاوزات أو تصرفات قد تبدو مُسيئة بالنسبة وإن كان أقرب مثال إلى هذه التحرّكات الروسية الأخيرة في سوريا، التي تمثّلت في تسليم نظام الدفاع الصاروخي إس-300 الروسية الصنع لسوريا رغم اعتراضات من (إسرائيل) والولايات المتحدة التي اعتبرته تصعيداً خطيراً ، ولكنهما فشلتا في اتخاذ أيّ إجراء يحول من تسليم المنظومة التي تسبّبت بعد انتهاء المُتخصصين الروس من تحديثها وأصبحت في حال تأهّب قتالي إلى القضاء على أي تحرك إسرائيلي في المجال الجوي لسوريا.
ومما لاشك فيه أن فعالية المنظومة أصبحت حقيقة مؤكّدة على الساحة السورية خاصة مع تصريحات عضو لجنة السياسة الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي، كسينيا سفيتلوفا، أن المقاتلات الإسرائيلية لم تقم بطلعات قتالية باتجاه سوريا منذ تسلم دمشق منظومة الدفاع الصاروخي "إس-300" وأن "إس-300 غيّرت التوازن في المنطقة".
بينما من الواضح أن تصريحات عبثية تفقد أية قيمة باتت هي النبرة اللغوية المسيطرة على المسؤولين الإسرائيليين فوزير شؤون القدس المحتلة الإسرائيلي، زئيف إلكين هدّد باستهداف منصّات منظومة الصواريخ الروسية من طراز "S-300" في سوريا والتأكيد على أمله بألا يتدخل الخبراء الروس لحماية تلك المنظومة إذا اضطرت (إسرائيل) إلى مهاجمتها حتى لا يتعرّضوا لأيّ أذى.
لكن المعطيات والتحليلات العسكرية تؤكد عدم القدرة الإسرائيلية على الإقدام على مثل هذا النوع من المجازفات حتى اعتماداً على أحدث أسلحتها المتمثلة في المقاتلات الأميركية "إف 35" والتي وفقاً لوسائل إعلام روسية مختصة في الشأن العسكري فإن المنظومة مزوّدة برادارات متطوّرة تستطيع تحديد الهدف الأكثر خطورة من بين عدّة أهداف، وبإمكان مركز القيادة والتحكّم تغيير مسارها بعد الانطلاق من المنصّة وتحويل وجهتها لإصابة هدفٍ آخر غير الذي أطلقت لاستهدافه والتي من خلالها تكون قادرة على إسقاط تلك المقاتلة.