عبد الناصر.. تاريخ حافِل بالإنجازات!
"بسم الأُمّة وبسم الشعب تُؤْمَمُ شركة قناة السِويس كشركةٍ مُساهَمةٍ مصريةٍ"، كلمات جعلت المصريين يلتفّون حول الرئيس المصري جمال عبد الناصر آنذاك، ويهتفون باسمه، ويُألّفون له الأغاني، وجعلتهم يرون فيه زعيم الأُمَّة العربية بأسرها، ولكنها فتحت عليه النار من قِبَل ثلاث جهات، ليقام على الاحتلال الثلاثي على مصر عام 1956م، ما أدّى إلى فُقدان أرض سيناء.
جمال عبد الناصر حُسَين، ثاني رؤساء الجمهورية المصرية، بعد أن قام مع زملائه - الضبّاط الأحرار - بثورة 23 من تموز/يوليو عام 1952م مُعلنين سقوط النظام المَلَكي، وقيام النظام الجُمهوري.
وُلِدَ في 15 من كانون الثاني/يناير عام 1918م في حيّ باكوس بالإسكندرية، وتُوفى في 28 من كانون الأول/ديسمبر عام 1970م، بسبب نوبةٍ قلبيةٍ الناتجة من عملية تسمّمه، وانتهت مسيرته بجنازةٍ تاريخيةٍ شهدت جموع الشعب المصري.
تنقَّل في هذه الفترة بين الإسكندرية وأسيوط والقاهرة، إلى أن التحق بكلية الحقوق في جامعة فؤاد (جامعة القاهرة حالياً)، ومن ثَم التحق بالكلية الحربية في آذار/مارس عام 1937م، ليبدأ حينها تاريخه العسكري، وكان تاريخه من قبل حافِلاً بمشاراكاته السياسية قبل التحاقه بالجامعة.
جاحِد مَن قال لم يكن تاريخه حافِلاً بالإنجازات!
فلا بُدّ وأن تكون قد عرفت من قبل أن جدّك أو أحداً تعرفه على الخاصة، أو قد سمعت بأن فلاناً الفلاني قد حصل على أرضٍ من أراضي الإصلاح الزراعي بعد أن كان يعمل مُزارعاً فيها أو في غيرها.
وما كان ذلك ليحدث إلا بعد أن أصدر عبد الناصر قرار الإصلاح الزراعي، والذي كان بموجبه توزيع الأراضي الزراعية - التي كانت في أيد ذوي المال والأعيان فحسب - على الفلاحين، وبعد أن كان أحدهم يعمل مُزارعاً مأجوراً، أصبح صاحب طين يعمل فيه لحساب نفسه، لا سُلطة لأحدٍ عليه.
"بسم الأُمّة وبسم الشعب تُؤْمَمُ شركة قناة السِويس كشركةٍ مُساهَمةٍ مصريةٍ"، كلمات جعلت المصريين يلتفّون حول الرئيس المصري جمال عبد الناصر آنذاك، ويهتفون باسمه، ويُألّفون له الأغاني، وجعلتهم يرون فيه زعيم الأُمَّة العربية بأسرها، ولكنها فتحت عليه النار من قِبَل ثلاث جهات، ليقام على الاحتلال الثلاثي على مصر عام 1956م، ما أدّى إلى فُقدان أرض سيناء.
مَن منا لم يسمع عن عزوف الصناعات المصرية، بسبب قلّة موارد الطاقة وندرتها، وحال الجمود الزراعي في مصر؛ بسبب عدم توافر مياه النيل طوال العام، فقرَّر بناء سد أُسوان الذي يُعرَف بالسد العالي؛ محاولةً لتوليد الكهرباء للاستخدامات الصناعية، وحتى يتسنّى للفلاحين من زراعة الأراضي أكثر من مرة في العام الواحد، وذلك لتوافر المياه في موسميّ الصيف والشتاء.
مشروع قومي مُثمِر على الناحية الزراعية والصناعية، لكن ضرره كبير على الخواص الجيولوجية لمنطقة الدلتا، فإنه من المتوقّع تغطية مياه البحر الأبيض المتوسّط على منطقة الدلتا، وعلى خصوبة الأرض الزراعية، فبعد بناء السد، قلَّما وصل الطمي لأراضي الدلتا وضفاف النيل.
صاحب القومية العربية، فقد ترأّس الجمهورية العربية المتحدة المكوَّنة من مصر وسوريا عام 1958م، بعد إقناعه بذلك.
زعيم مصري وعربي، ذاعَ صيته في الوطن العربي بأسره على أنه موحِّد الأُمَّة العربية، قائد العرب نحو تكوين أيديولوجية مشتركة.
وإحقاقاً للحق طاحت أسطر الهزيمة بكتب تاريخ عبد الناصر.
فهزيمة أو كما تُعرَف بنكسة الخامس من يونيو عام 1967م كانت بمثابة وصمة سوء في تاريخ عبد الناصر، فما زالت في رقبته حتى بعد وفاته، وإثر هذه النكسة استقال من منصبه، فما كان للشعب إلا أن يُطالب بعودته.
العارِف بالتاريخ السياسي وبخفايا مطبخ الأحداث وقتئذٍ، هو بالتأكيد يعلم أن يد عبد الناصر لم تكن خالية من الجرائم الإنسانية والاضطهادات، قد نُتّهم بالتحيُّز إلى مذهبٍ سياسي أو ديني أو نُتَّهم بكره عبد الناصر عند ذِكرها، يُذكر أن محمّد فوزي تعرَّض للاضطهاد من قِبَل عبد الناصر، وقال عبد الناصر: "انتقموا من فوزي لا لشيء سوى لصداقته مع اللواء محمّد نجيب"، الذي اعتبره عبد الناصر وأنصاره خصماً لهم.